الإنسان اجتماعي بطبعه يعيش داخل مجموعات ذات أنظمة وقوانين وعادات وتقاليد مختلفة يخضع لها الجميع ويتقيدون فلا يخرجون عنها سواء كانوا في قبائل أو دول كما هو الحال في عصرنا حيث الدولة تضم الجميع وتفرض النظام وتطبيق القانون في السلم والحرب وعند الكوارث الطبيعية كالزلازل والعواصف والأوبئة ومنها وباء كورونا المرعب والذي يضرب أغلب دول العالم وعلى رأسها تلك الدول القوية والمتطورة كالصين التي انطلق منها ودول أوروبا الغربية والولايات المتحدةالأمريكية حيث يسيطر الخوف على الجميع وقد بلغت القلوب الحناجر وخلت الأماكن العمومية من البشر الذين هرعوا إلى شراء المواد الغذائية ووسائل الوقاية مثل الأقنعة الواقية والقفازات ومواد التطهير ولزموا بيوتهم فلا يخرجون منها إلا عند الضرورة وقد أدت سياسة العزل والحجر على المرضى إلى تغلب الصين على المرض الخطير وأصبحت تقدم المساعدات لدول أخرى. ونظرا لموقع الجزائر القريب من أوروبا البؤرة الثانية للوباء بعد الصين فقد انتقل فيروس كورونا إلى بلادنا رغم الإجراءات الأولية المتمثلة في وضع كاميرات حرارية في المطارات والموانئ مما أدى بالدولة إلى اتخاذ إجراءات وقائية واسعة وقوية كغلق المساجد والمقاهي والمطاعم والأسواق الأسبوعية وقاعات الحفلات وإخضاع القادمين من الخارج للعزل مدة 14يوما ومنع التجمعات والمسيرات للحد من انتشار الفيروس والمحافظة على صحة المواطنين وحياتهم ورغم ذلك فإن عدد الإصابات في ارتفاع وكذلك عدد الوفيات أيضا . وقد بينت هذه الجائحة التي تضرب العالم كله هشاشة الأنظمة الصحية وقلة التوعية لدى البعض كما حدث في إيطاليا مثلا فقد كان الايطاليون يظنون أن الوباء سيتوقف عند حدود الصين ولن يصل إليهم فدفعوا الثمن غاليا وكذلك الأمر عندنا فرغم الصور والأخبار المفزعة والتحذيرات نرى الكثير من المواطنين غير مبالين بل ويسخرون من هذا الوباء القاتل ولا ينفذون التعليمات ولا يأبهون بالتحذيرات فما يزال الإقبال على الأماكن العمومية والمقاهي والمطاعم وإقامة المآدب والحفلات من ناحية والمسارعة إلى اقتناء المواد الغذائية بكميات كبيرة ومواد التنظيف ووسائل الوقاية من كورونا في تناقض تام وكأن الأمر يتعلق بمجاعة قادمة وليس بوباء قاتل وهذا يدل على قلة الوعي وغياب ثقافة الوقاية التي تجعل الإنسان حذرا .