أزمة وباء كورونا خطيرة وهي تشبه حربا عالمية ثالثة في انتشارها وأضرارها المادية والبشرية وتتطلب مواجهتها بذل مجهودات عظيمة جدا للنجاة منها وهناك أمل لتحقيق النصر عليها ظهر في الصين وبعض البلدان الآسيوية التي بادرت باتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهتها ووجدت استجابات واسعة لدى شعوبها على عكس دول أخرى كما حدث في إيران وإيطاليا التي تتألم وتتكبد الخسائر يوميا. ورغم تفطن الدولة الجزائرية لهذا الطاعون المهلك واتخاذها لبعض الإجراءات ودعوتها للمواطنين للحيطة والحذر وفي وقت مبكر وقبل تسجيل أي حالة بهذا الوباء فقد وقعنا في المحظور نتيجة استهتار المواطنين وسخريتهم واستهانتهم وعدم التزامهم بالنصائح الأمر الذي أدى إلى انتشار الفيروس وارتفاع عدد الإصابات وإعلان وزارة الصحة أن المرض وصل إلى المستوى الثالث من الخطورة ولاشك أن إقرار حالة الطوارئ الصحية بتوقيف وسائل النقل العمومي ومنع التجمعات وغلق المقاهي والمطاعم وغيرها وتسريح نصف العمال والموظفين وغلق المساجد و المؤسسات التعليمية ودعوة المواطنين إلى المكوث في بيوتهم سيخفف من وطأة هذا الوباء ويحد من انتشاره وذلك في حالة الالتزام بهذه القرارات الهادفة إلى حماية الوطن والمواطنين الذين عليهم أن يكونوا إيجابيين وعلى درجة كبيرة من الوعي واليقظة والانتباه وتطبيق التعليمات والتبليغ عن الحالات المشكوك فيها وان يتقدم المصابون إلى المستشفيات والخضوع للعزل والحجر الذي هو في صالحهم وصالح الشعب الجزائري كله فمن الخطورة إخفاء المرض أو الهروب . وعلى المواطنين أن يكونوا على حذر من أي شخص مشبوه وأن يقوا أنفسهم بعدم التقبيل والمصافحة أو اللمس والقيام بنظافة أيديهم باستمرار وملازمة البيوت إلا عند الضرورة وأن يتضامنوا فيما بينهم فهناك عائلات فقيرة ومواطنون لا يستطيعون العمل في هذه الظروف الصعبة والقاسية وليس لهم مصدر دخل لإعالة عائلاتهم فلا نبخل عليهم بالطعام والدواء ومواد النظافة وعلى البلديات أن تنتبه إلى هذه الفئة الهشة لتقديم المساعدات لهم وكذلك الهلال الأحمر.