لقد أدى انتشار وباء كورونا إلى تغيير العديد من الناس لسلوكاتهم تكيفا مع الوضع الراهن الذي يتطلب بالخصوص تجنب الاحتكاك و البقاء في المنازل إلى حين.. و هو ما التزم به العديد من سكان مستغانم في الفترة الأخيرة و الذين التزموا بيوتهم و لا يخرحون إلا من أجل اقتناء بعض الأشياء أو الذهاب إلى أعمالهم. غير أن الكثير من الفضوليين يتساءلون عن كيفية قضاء عائلات يتواجد احد أفرادها بالحجر الصحي لحياتها اليومية؟. الجمهورية في هذا الشأن وجدت صعوبة كبيرة في التحدث مع بعض الأهالي الذين اكتشف فيهم حالات مشتبه فيها، إذ رفضوا الحديث لاعتبارات عديدة و لم نجد إلا واحدة يتواجد أحد أفرادها بالحجر الصحي بإحدى فنادق مستغانم على اعتبار أنه مغترب و تم إحضاره في الدفعتين اللتين حولتا إلى مستغانم نهاية الأسبوع الماضي، حيث أكد شقيق المغترب أنه في بداية الأمر كانت العائلة في قلق كبير قبل مجيء قريبها إليها خاصة و أنهم كانوا يدركون أن الوباء يأتي به من كان في أوروبا، مضيفا أن الخوف كان يكمن في إمكانية انتشار العدوى بالمنزل و ما يترتب عنها من مضاعفات صحية و إمكانية تنقل كل أفراد العائلة إلى المستشفى، غير أنه سرعان ما تبدد الخوف بعدما علموا أن قريبهم القادم من فرنسا سيأتي مع الدفعة عبر الخطوط الجوية و لا يسرح إلا بعد ان يخضع للحجر الصحي بالفندق. مشيرا أن الاتصالات معه كانت متواصلة منذ انه كان عالقا بفرنسا. و كشف بان قلق الوالدين كان مضاعفا من جهة كانا خائفين على ابنهما و من جهة أخرى من العدوى.. و ذكر المتحدث ان الهوس و القلق تبددا في الوقت الحالي بعدما تم الاطمئنان على قريبهم الذي حسبه يتواجد في حالة جيدة خاصة و انه لم يتم اكتشاف الفيروس في جسده. قرار عودة الإبن إلى الجزائر أحدث طوارئ بالبيت أما عن حياتهم اليومية فذكر بأنها عادية و هي كبقية الجزائريين، حيث تنهض الأسرة في الصباح و بعد تناول فطور الصباح يتوجه الأب إلى المحلات لشراء ما تيسر من الخضر و مواد غذائية في حين تقوم الام و الاخوات بعملية تعقيم كل أنحاء المنزل مع إلزام الصغار على البقاء في الغرفة أو فناء الدار و عدم الخروج من البيت مع تدريسهم في الفترة المسائية. اما الإخوة فان منهم من يخرج لقضاء حاجاته و منهم من يبقى في المنزل يقضي وقته في قراءة الجرائد قبل التقاء الجميع على مائدة الغذاء و من ثم الخلود للقيلولة و بعدها يتم تتبع الجديد عن وباء كورونا عبر التلفزة مع الاتصال بالقريب المتواجد بالحجر الصحي، اذ لم تتمكن العائلة من زيارته بسبب الظروف التي يتواحد عليها حاليا و هي تنتظر بفارغ الصبر انتهاء مدة الحجر. الناس لا يفرقون بين الحالات المؤكدة و المشتبه فيها و كشف المتحدث أن العائلة كتمت خبر تواجد ابنها في الحجر الصحي عن الجيران و حتى الأقارب مخافة من الانعكاسات التي قد تترتب عنها و التي قد تجعلها معزولة عن الناس أو ان ينظر إليها بعين الحذر من الجميع. لافتا إلى أن لا أحد من الجيران او الاقارب علم بالخبر رغم أنهم يزورونهم في البيت من حين لآخر. و حسب المتحدث ان الناس يجهلون في بعض الأحيان عندما لا يفرقون بين الحالات المؤكدة و بين المشتبه فيها فهم عندهم سواء و لهذا السبب لم تكتمت العائلة عن إخبار الجيران و الأقارب بالامر. قدوم الابن إلى المنزل يثير قلق العائلة و شدد على أن العائلة تواجه الحجر المنزلي بانضباط كبير و أنها تنتظر مجيئ الابن دون إشكال أو خوف..غير أن الذي يشغل بالها هو كيف ستكون نظرة الناس لها بعد انتهاء مدة الحجر لابنها و عودته الى المنزل على اعتبار ان السكان ينظرون إلى كل من قدم من الخارج على انه يتوجب الحذر منه و الابتعاد عنه هو و أسرته.