وردةٌ نبتتْ في بلاد الجزائرِ منذُ قرونْ كانت بها تتكنى الورودْ وكان إليها انتساب الزُّهورْ وردةٌ لم تمتْ مثلما عهِد النّاسُ جنس الورودْ وعاشت طويلا، ومدَّت إلى عُمق هذي البلادِ الجُذورْ وقالت: أنا وردةٌ لا تبورْ وردةٌ ، دفن الداءُ فيها جمالَ الربيعْ وحارب فيها(الكورونا) الوجودْ وأفقدها كلَّ شيء بدِيعْ ولكنَّما العطرُ رغمَ انتشارِ الوباءِ سيبقى يُحاربُ من أجل رفع لواء الجمَالِ بها من جدِيدْ ويبقى كسدٍّ منيعْ لم يعدُ وجه هذي المدينَة يعرفُني مثلهُ لم أعُد أعرف الشارعَ اللا يَكفُّ ضجيج المرُورِ بهِ صوتهُ ولكنّ قلبِيَ راحَ يغنِّي الضجيجَ بلحنِ الحنِينْ وصوتٍ حزينْ كأنشودَةٍ ظلَّ يحفظُها لا تَضيعْ مِنْ (ابنِي مَرَادْ) دخلتُ المدينة مررتُ ب ) قرواو ( زرتُ (دِيارَ( الطفولةِ رحتُ أحيِّي الزهورَ التي كنتُ أحفظ أسماءها بين كل الشوارع من (مونبوصي) إلى (بابِ سبتٍ) إلى (بلاص تُوتٍ( ذهبتُ إلى (أولاد يعيشْ( وحيّيتُ (خزرونة) في الطريقْ وصلتُ إلى قلبِها -قلب محبوبتي- فقالَ ليَ البابُ ( بابُ دزَايِرَ):« أهلا وسهلا « حينما الصمتُ خَيَّمَ فَوقَ الجَمِيعْ قلتُ إنّي أرى وجهَ محبُوبَتِي لم يعد مثلما كانْ قالَ لي:« لا تخفْ « سوف تُشرقُ لا شكَّ شمسُ الفَرَجْ وتنسَى الشوارعُ هذا الفَراغَ المُرِيعْ نظرتُ إلى شاهقاتِ (الشّريعةِ) فوقَ رِحابِ الورُودْ حيَّيتُها وحدثتها عنْ حنيني إلى ثلجهَا وإلى (شفَّةٍ) في الجوارِ بِها أجملُ الذكرياتِ بوديانها كم سبحتُ صغيرَا وأطعمتُ فيها القُرودْ! و(حمَّامُ ملوانَ) ذاك الذي سُحت فيه كثيرا ألا ليتهُ ذلك الزمنُ الذهبيُّ يعُودْ تحفظُ الشعر هذي المدينةُ فيها جميعُ صفاتِ البهاءْ والعطرُ فيها الهوَاءْ فكم تستحقُّ الثناءْ وبها لا تليقُ تمامًا طُقوسُ البكاءْ كلما سبحَ الشعرُ في وادِها تسبحُ النفسُ في فسحةٍ منْ ربيعْ وجدرانها ترتَدِي السحرَ تختارُ منه الطِّلاءْ ولا شك مهما أطال المكوث بها سوف يرحلُ هذا الكوفيدُ الوَباءْ.