الموت يقبع في زوايا الأرض بين أشعة الشمس الجميلة في حشيش الحقل ماء النهر زر الإنارة في غرف الفنادق وعلى السلالم بالمصاعد وعلى شفاه حبيبة نشتاق قبلتها حد البكاء ! الموت في أحضان من كنا نحبهم كثيرا وبين أنامل المارين في الطرقات يتربص الموت عبور الهاربين من ملل الحياة إلى الحياة . الموت سيد وقتنا بالمكتظ بالإيمان والخوف المطرز في عيون العاشقات الموت سيد وقتنا عطر الأحاديث القصيرة والطويلة وعلى موائد الإفطار في ضوء الهواتف في رسائلنا القصيرة أمام البيت بين ستائر الشرفات الموت صار رفيقنا الأغلى نحاوره من الشروق إلى الغروب ونسأل عنه بعضنا لو - مثلا - تأخر ساعة !؟ نحاول أن نحدد جهة المرور التي يختارها في رحلة بحثه عمن تقرر أن يكونوا هم الرقم الأخير لهذا اليوم في قائمة الذين أختارهم ليعلقهم نياشينا بأفواه الرواة الموت يأتي دائما من حيث لا يتوقع المتوقعون لكنه الآن هنا يحتل ساحات المدائن والمداشر والمعابد والمقابر ونواقيس الكنائس يسكن ذاكرة الذين نذكرهم ونذكر عطرهم يحتل أعمدة الإنارة يقفز من إشارات المرور وبالحدائق الكبرى وأشجار التوت في "ساحة التوت" و« رحبة" السوق وأغاني العشق في الناي الحزين وبحة شيخة كانت تؤانس خوفنا الموت يطل حتى من قمم المآذن في مواقيت الصلاة!! الموت آخر ما نريد لقاءه يأتي إلينا من كل الجهات . . . من كل اللغات . . .