طلبَ خالدُ الصغير من والدِه أن يأخذه معه إلى الشارع و أصرَ على الخروج، بدأ يبكي، أبي ، أبي خُذني معك، لقد سئمتُ البقاءَ و المكوثَ بالمنزل ، ينحني الأب نحو ابنه و بدأ بتهداته ...ابني لا يجب أن تخرج معي و يجب أن تبْقى بالمنزل لأننا بالحجر الصحي، يرد خالد : لكن أنت تريد الخروج أبي، يرد الأب: أنا ذاهب إلى العمل أما أنت و اخوتُك يجب أن تلتزموا حتى لا يطَالكم المرض ، يطأطئ خالد رأسه مقتنعا بكلام والده، رغم ذاك يريد الخروج بأي طريقة. تودِع الأم الأبَ و تدعوا أبنائها لتناول فطور الصباح و قد حظَرت لهم فطورا شهيَا حتى تٌغير من مزاجهم. يجلس الجميع و هم فارحين بذلك الفطور تأتي الأخت الكبرى: عندما تنهون فطوركم ستتعلمٌون درسا جديدا على الكومبيوتر، و هكذا لا تشعرون بالملل، يوافق الجميع على كلامها و هم يتناولون فطورهم. ها هٌم يجتمعون حول جهاز الحاسوب، خالد : أختي اسمعي إنهم يتكلمون عن كورونا في الأخبار ، تردٌ قائلة: نعم إنها تعليمات و إرشادات لاحترام الحجر الصحي و استعمال الكمامات و مواد التطهير لكي لا تصيبنا العدوة، كذلك استعمال مسافة الأمان و تفادي التجمعات لأنه مرضُ معدي و متنقل...ينصِت خالد بكل إمعان لأخته و ينظر إلى التلفاز ثم يقترب منها و يحظنها قائلا: لن أبكي بعد اليوم على أبي و سأحترم الحجر الصحي، تهنئه على ذلك و تناوله الكرة و تقول له : لأنك صغير أنت معفى من درس الكومبيوتر ، يرد عليها أختي أريد مشاهدة الكرتون .تمضي الأيام و الناس في بيوتهم حتى لا يتعرضون للوباء، محاولين احترام الحجر الصحي و كلهم دعاء إلى الله أن يرفع عنا الوبَاء و البلاَء و تعود الحياة إلى طبيعتها.