حطت أمس الطائرة العسكرية بمطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة المقلة لرفات 24 شهيدا من قادة المقاومة الشعبية من فرنسا، الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل رفع راية الوطن عاليا، هم شهداء أبرار وهبوا حياتهم فداء للأرض الغالية.... كتبت أسماؤهم بأحرف من ذهب ، فبعد أكثر من 170 سنة يتم اليوم لم شمل رفات زعماء الثورة التحريرية بفرنسا ، و دفنهم إلى جانب إخوانهم الشهداء بأرضهم، في انتظار التحاق البقية الأخرى، هي جماجم الأبطال ، يعتبرون رمز تاريخنا الأبي الذي صنعوه بكفاحهم ونضالهم، وهكذا ينتصر الوطن دائما، رغم المحن و رغم الأزمة الصحية التي نمر بها ، إلا أن السيادة الوطنية تبقى فوق كل الظنون والاهتمامات ، وسنستحضر بصنيعنا هذا، الذاكرة الوطنية التاريخية بكل جوارحنا التي عبر عنها الشعب برفضه للاستدمار الفرنسي الغاشم من خلال المقاومات الثورية المتعددة، التي أعطت ثمارها، كثورة الأمير عبد القادر والشيخ بوعمامة و... هي مواقف وثورات بطولية ضد المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق شعب أعزل ، كحرق المداشر للقضاء على المواطنين والثوار وتعذيبه . ومن خلال استعادة رفات زعماء الثورة بفرنسا، دعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الشباب إلى الاقتداء بمسيرة هؤلاء القادة الأشاوس الذين ضحوا من أجل تحرير الوطن ، فواجهوا الاستدمار الفرنسي و كافحوا لطرده بعدما مارس كل أنواع التعذيب والعنف على الأبرياء، لذلك يجب حفظ الذاكرة التاريخية ،ليتمكن شباب الوطن و جيل الغد من التزود بالقيم النبيلة و المبادئ الكفيلة بدرء كل من تسول له نفسه ضرب الوطن أو الاستيلاء على خيراته، هو درب علينا أن نسير على خطاه ، لنصل دائما وأبدا إلى بر الأمان لحماية البلاد، لذلك وجب إضافة مادة ذاكرة التاريخ وإعادة الاعتبار لها بما تحمله من تضحيات جسام ،وتكثيف البرامج التاريخية والأشرطة الوثائقية لحفظ كل بصمات الشعب و نضالاته .