انفردت مشتلة الشهداء بحي الأمير عبد القادر « سان ريمي « بوهران بطابعها الخاص الذي ميزها عن باقي المشاتل، والذي يعود سببه الرئيسي إلى اهتمام مُسير هذا الفضاء الطبيعي بالجانب الإبداعي وتسطير برامج تعمل على تعزيز علاقة الفرد والمجموعات بالأرض والنبات و إثراء معلومات الزوار و الزبائن . قامت الجمهورية بجولة استطلاعية جابت من خلالها زوايا المشتلة التي تصل مساحتها إلى حوالي 3 هكتارات ، و تقربت من مسيريها وعمالها و الزبائن المترددين عليها ، أين كشفت لنا عائلة « دلهوم» المسيرة للمشتلة أنها أطلقت عليها اسم مشتلة الشهداء اعتزازا و افتخارا و حبا للأرض المسقية بدماء الشهداء ، كما حرصت على جلب عدد لوحات فنية مصنوعة من السيراميك بأحجام كبيرة و تثبيتها بجدران المشتلة بين الزهور و الورود ، كما لا تفوت فرصة الاحتفال بالأعياد والأيام الوطنية على غرار يوم الشهيد وعيد الاستقلال و تاريخ اندلاع الثورة التحريرية ضد المستعمر الفرنسي الغاشم ، هذا و تفتح الأبواب أمام الجمعيات و المؤسسات التربوية و غيرها من الهيئات والمجموعات لزيارة الموقع والتعرف على مختلف محتويات، المشتلة من نباتات وأشجار تزيينه و طبية مع تقديم كافة الشروحات، و قد استقبلت الأسبوع الفارط حوالي 30طفلا، وطفلة من أيتام فرع سيدي الشحمي جمعية كافل اليتيم الوطنية مكتب وهران الذين قضوا سويعة من الزمن بين أحضان الطبيعة في اللعب و المرح و قطف الرمان. هذا و قد كشف لنا السيد حليم مشتل ذو خبرة طويلة في المجال عن طريقة غرس بعض النباتات و مواعيد زرع البذور و نقل العقلة و بعض أسرار نجاح نمو النبتة التي تختلف باختلاف النوع ، و قد أشار بعض الزبائن أن انضمام السيدة دلهوم مؤخرا خلق الفارق فقد أعطت للمشتلة بريقا باضفاء لمسة إبداعية ، بحيث أكدت هذه الأخيرة أنها تحرص على حماية النباتات و نظافة المحيط و توفير ديكور و أصص و أحواض الغرس بمختلف أنواعها و أحجامها التي تتماشى مع الموضة خاصة ، و أن العائلات قد انفتحت كثيرا خلال الفترة الأخيرة على ثقافة وفن العناية بالنباتات خاصة نبات الزينة سواء القاطنة بالمنازل الأرضية و الفيلات أو الشقق التي بات يقتني أصحابها أصصا يتم وضعها أو تثبيتها على الشرفات أو نباتات داخلية توضع بالغرف و الأروقة و المطابخ لتنقية الجو . نبتة السجاد الأكثر طلبا و قد أشارت محدثتنا أن اسعار الأصص و الأحواض تختلف باختلاف الأنواع و طلب الزبون سواء كانت تحوي النبتة أو فارغة أما الأصص الأكثر طلبا ، فهي متوسطة الحجم تتوفر على نباتات زينة في مقدمتها نبتة السجاد الأكثر طلبا أو نباتات طبية على غرار نبتة الفيجل و الحبق ، هذا إلى جانب أن هناك اكتساب ثقافة متواصلة لدى الزبائن المترددين على المشاتل سواء متخصصين في مجال الزراعة و الفلاحة و عالم النباتات أو هواة من عشاق عالم النبتة مما يدفعهم للاهتمام بأنواع أخرى من النباتات، هذا و قد ازداد الطلب أيضا على نبتة « البامبو» التي تعيش في وسط داخلي بإناء أو أصيص به ماء فقط.