أشتهي طريقًا لا يعرفني فيه أحد ولا أتقاطعُ فيه مع أحد طريقًا لا يحفظ مقاس قدمي ولا تَعلقُ فيه خطواتي المجروحة أشتهي شارعًا لا تتصيّدني فيه أعينُ الخطايا شارعًا لا يرمي فيه المُدخّنون أعقاب سجائرهم ولا يبصق فيه النّاس لُعاب شيطنتهم . العابرون قلبي مُصابون بمتلازمة الكذب والخيانة لهم وجوهٌ متعدّدة كنردٍ وأنا أدّعي عدم الفهم أمارسُ التّخفي أحيانًا منّي وأحيانًا كثيرة منهم. أشتهي شفاءً يقهرُ داء الهشاشة كأن أعقِّم هذه العضلة المُترامية أيسر الصّدر بمضادٍ حيويٍّ فعّال وأخرج من تابوت الانتكاسات شفّافة دون أن أتذكّر أسماء قتلاي أشتهي طبشورًا وسبّورةً بحجم هزائمي وسقطاتي أسجّل فيها كلّي وبعضي المركون في أرغفة البؤس والضّجر سبّورة تلتهمُ كلّ الأسئلة الحائرة والغارقة في حنجرتي كأن أخربش وأخربش وأخربش وأزمُّ على شفتيّ وبعد برهةٍ أتأفّفُ وأعود لأذوِّب أصابعي المترفة وأشطّب حوصلتي المليئة بالانكسار والعذابات فأهيم دون ذلك في مسافات مبهمة وعمياء وغابرة في المجهول. أنا ابنة اللّيل لا اتّجاه لي لأغيّره كلّ الجراحات الغائرة تعرف الوصول إليَّ . أنا ابنة الظلّ أعرفُ شجرة لم يُداعب أغصانها عصفور فحل . أنا ابنة النّثر أطلُّ من فصل خامس. أنا ابنة المجاز لي في اللّغة قصيدة ونشيد من شوق ونار لي في السّماء نجمة تلك هي روحي المُضاءة.