غريب ذاك الذي يحدث يا مولاتي.. الناس يتساءلون عن اسم حبيبتي.. عن فاكهة شعرها.. وبحيرة عينيها التي أسبح كالأسماك فيهما .. حين الصيف يأتي. ابحثوا عنها في البساتين، فترونها في ضحكة السواقي.. وعلى بلح الشام، وبين زخارف الفراشات.. إنكم تلمحونها في رونق فيروز الشطآن.. في غناء العندليب.. وفي الأمواج المحطمة على الخلجان. حبيبتي ترونها في أدمع الشتاء.. وفي عطاء النخيل،ورائحة الزعتر والرمان.. أتدرون .. أتدرون أن حبيبتي هي التي جعلت الأشكال أجمل شكل.. وصيّرت الأشياء أحنى وأطيب ولبهائها أصبحت السموات أنقى وأرحب. هي التي نام الدجى في معطفها،والشمس على كتفيها.. والنجوم والسحب. لن أكلمهم عنك. لن أبوح باسمك يا مولاتي. لقد حاولوا أن يقرأوك في أشعاري، وفي كتب الأطفال.. ويشتموا رائحة حبك الممزوج بالذهب بالحرير بالأمطار في معطفي.. تلك الرائحة التي تفوح من مزارع شفتيك،وشاطئ مقلتيك. لن أبوح بالسر ريشتي ترتعش.. تحاول أن تبدع في رسمك يا كنز أحلامي. حتى الفواصل والحروف الخضراء ترتعش. قولي سيدتي: من غيري يهديك زنابق وحدائق ليمون؟.. من غيري يزرعك شمسا ولونا على كتب الهوى.. وياسمين.. وفوق جبال المغامرات،وأوراق الدوالي،وأمواج الريح. لقد تأكدت يا مولاتي أني رجل مقدور عليك.. ولن تخلصي مني. فأنا موجود في أساور الفيروز في يديك. لم تبتعدي عني أبدا أبدا أبدا رغم السنين العجاف،ومدائن الأحزان. أنت في جوف يدي.. محفورة في ذاكرتي.. في دفاتري، وفي أزرار قمصاني، وعلى خشب المقعد، وسوف تبقين بعيني دائما أحلى قمر. لا تقلقي يا أجمل الجميلات .. فلن أبوح بالسر.