لمراتٍ، لا تُعد ولا تُحصى يضطرب نومي وأصحو متشنجةً أفتح الخزانة أتفقد قمصانه التركواز المُقلَم، المشمشي، الأزرق، الكاكي العسكري وحتى الأسود الرسمي ولكني أراه في الأبيض الناصع أدفن رأسي في ياقته وتأخذني رائحة الحنين لصدره لم يترك يدي ولم يسمح أن أغادر رغم نعيب الغربان ونعيق البوم والطبيب يخبره أن عنق رحمي صغير عاد ينبش حقلي، يزرعه عشقاً ويرويه صبراً تفتحت أزهاري بعد شهورٍ ودعوات الناسك لا تتوقف شكراً.. أجهضتُ في المرة الثانية وكان ظله مؤانس كآبتي وفي أسفاره وأعماله لا يتوقف عن الاتصال وتضميد كتفي المُتعبَة أنتظر المساء كطفلةٍ يشدها قرع باب البيت، متلهفة يعود محملاً بأناشيد الحياة وما كل حنينٍ كما حنينه لطفلات قلبه يلثم دمعنا المشتاق يسرق تكتكات العقارب من ساعات الانتظار.. ذلك المساء غادر في سفرٍ طويل شلع قلبي، والصغيرة تبكي وتنادي "بابا" وأنا أنتحب أنتحب على كوب الشاي بالنعناع الذي ينتظرنا أنتحب على تجاعيدي التي برزت للتو وفي بطني رفسةٌ تركل لتنجو من أسنان الموت أنتحب على النوافذ التي ينهمر منها المطر أحمر.. أجل أحمر!! لم أحضر ثياب المولود الذكر بعد كان ينتظر.. كنا ننتظر لم نتفق على اسمه دعوني أصفع باب الخزانة فهي لم تحمل غير الموت .. !