لا يزال مشكل تسيير النفايات قائما بالعديد من مدن و بلديات ولاية غليزان خاصة في ظل التوسع العمراني الذي تشهده المنطقة وازدياد عدد السكان ، و قد تؤدي هذه النفايات في غياب الوعي الصحي وعجز الجماعات المحلية و منشآت الردم و المعالجة من جمعها إلى التخلص منها إلى أضرار جسيمة . و رغم انجاز عدد من مراكز الردم التقني في إطار التكفل بالمشاكل البيئية التي أضحت تطرح بحدة في السنوات الأخيرة و برغم الجهود التي بذلتها عدة قطاعات و على رأسها البيئة للنهوض بقطاع النظافة و المحيط و كذا تنظيم حملات للقضاء على أهم النقط السوداء التي تكدست فيها النفايات ، الا أن المشكل يتفاقم و لم يجد حلولا لانتشار أكوام القمامة و حاويات النفايات المملوءة في العديد من زوايا الشوارع و أمام التجمعات و الأحياء السكنية التي تعد نقاطا سوداء شوهت الوجه الحضاري لبعض المدن و المناطق و من الأسباب سوء تسيير الجماعات المحلية في هذا المجال و عجزها عن جمع و نقل الحجم الكبير للنفايات المنزلية التي يطرحها السكان و التي يبررها منتخبو المجالس البلدية بقلة الإمكانات المادية و البشرية علاوة على إهتراء و قدم الشاحنات و كذلك مشاكل متأتية من نقص الموارد المالية التي حالت دون مواكبة الخدمات الخاصة بجمع و نقل تلك النفايات و التغلب على هذا المشكل ، و من الأسباب أيضا إهمال و لامبالاة بعض المواطنين و غياب الحس المدني و الوعي ، دون الحديث عن المفرغات العشوائية للقمامة التي حولت أماكن أخرى متعددة إلى مكبات لمختلف النفايات بما فيها الصلبة مشكل آخر للنقاط السوداء التي أضحت تشكل خطرا على الصحة و تهديدا للبيئة ، كما يبلغ عددها 38 مفرغة لم يتم التخلص منها ، حيث يتم جمع 81 طنا من النفايات يوميا و نقلها إلى 17 مفرغة بما يعادل 24 بالمائة من نسبة النفايات المنتجة على الصعيد الولائي و التي يطرحها ما يربو عن 170 ألف نسمة بعشرات البلديات منها مازونة ، سيدي امحمد بن علي ، مديونة ، حمري عمي موسى و سوق الحد ، في حين تم غلق 21 مفرغة عشوائية بقرار ولائي و التي كانت تغطي 76 بالمائة من حجم هذه النفايات المنزلية التي ينتجها أكثر من 500 ألف نسمة بغليزان ، وادي ارهيو ، يلل ، عين الرحمة ، حمادنة ، و واد الجمعة ، بلعسل ، مرجة ، لحلاف ، منداس و الولجة. رفع 5540 طنا من النفايات و يصل انتاج النفايات بالولاية الى 336 طن في اليوم ، حيث أن نسبة 76 بالمائة منها مقابل 255 طن من النفايات يتم حاليا جمعها و التخلص منها في إطار برنامج الوطني لتسيير النفايات المنزلية ( PROGDEM ) و بحسب مدير البيئة رضا بن سالم فإن جهود تبذل لحل المشكل و حماية البيئة و السعي نحو حل مشاكل النقط السوداء و إيجاد حلول للتسيير في هذا المجال حيث تم تسطير برنامج عمل للقطاع البيئي و نظافة المحيط استهل بتنظيم عدة خرجات و حملات للتخلص من مشكل القمامة الذي تعاني منه عديد المناطق و القضاء على الآثار السلبية الناتجة عن تلك النفايات التي تؤثر سلبا على المجال البيئي و صحة المواطنين. إزالة 11 نقطة سوداء بعاصمة الولاية في آخر حملة و في هذا السياق أشار الى أنه تم القضاء على 11 نقطة سوداء بعاصمة الولاية من إجمالي 19 نقطة محصاة تم من خلالها جمع 5540 طن من النفايات المنزلية و الهامدة منذ انطلاق هذه العملية في غضون 4 أشهر الأخيرة و مست عديد الأحياء على غرار حي «سياميطال» ، 2000 مسكن ، الزراعية و 130 مسكن و غيرها من الأحياء الأخرى لافتا إلى أن العملية التي تستلزم مضاعفة الجهود على مستوى التنسيق بين مختلف القطاعات و جمعيات المجتمع المدني مازالت متواصلة لتشمل كافة المدن و المناطق الأخرى ، و أضاف مدير البيئة بخصوص وضعية بعض المفرغات العشوائية أنه جرى اختيار الأرضية لإنشاء مفرغات مراقبة بدوار المسايسة بعمي موسى و أخرى ما بين سيدي امحمد بن علي و مازونة . و في انتظار رفع التجميد عن منشآت لإفراغ النفايات و معالجتها حيث ستضع حدا لمشكل القمامة الذي تفاقم بشكل كبير يقول بن سالم رضا و يتطلب مواجهته و استيعاب الحجم الكبير من النفايات المنزلية سيما بعد تشبع حفرتي طمر هذه النفايات بمركز واد الجمعة للردم التقني الذي يغطي 45 بالمائة من قدرته الإجمالية المقدرة بأزيد من مليون و 700 ألف متر مكعب من النفايات المنزلية التي تطرحها 12 بلدية و منها غليزان و ما جاورها إضافة إلى توقف مركز وادي ارهيو ذو القدرة الإجمالية 500 ألف م 3 و يستقبل 80 طنا من النفايات المنزلية الناجمة عن ساكنة 7 بلديات منذ سنة 2018 تاريخ دخوله حيز الاستغال بعد غلقه من طرق السكان المجاورين لموقعه ، فيما توجد مفرغة عمومية للنفايات المنزلية ببلدية الرحمة تستقبل حوالي 16 ألف طن من النفايات التي يطرحها قرابة 100 ألف نسمة سنويا ل 5 بلديات تقع على محيطها ، طاقة هذه المنشأة تصل إلى 120 ألف متر مكعب و بزمورة يوجد مركز تقني للنفايات الهامدة بقدرة 900 ألف م 3 هو في طور الاستغلال منذ 2019 . و من بين العمليات المجمدة مفرغة عمومية مراقبة بعمي موسى لتغطية 5 بلديات إلى جانب تغطية 8 بلديات أخرى من خلال انجاز محطتين لتحويل النفايات المنزلية بالجهتين الشمالية و الجنوبية علاوة على محطة لتصفية و معالجة عصارة النفايات المشكل المطروح على مستوى مراكز الردم العملية على غرار مركز وادي الجمعة و كذلك انشاء مرافق حرق النفايات .