افتتح رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مشاوراته مع مختلف التشكيلات السياسية وممثلي الأحرار قبيل تشكيل الحكومة، للتشاور والتباحث ولجس نبض مختلف الفاعلين في الساحة السياسية في الجزائر حول اللون السياسي للحكومة المزمع الاعلان عنها بعد انتهاء سلسلة المشاورات. وكانت البداية أمس مع حزب جبهة التحرير الوطني المتحصل على أكبر عدد من المقاعد في الغرفة السفلى للبرلمان وكذا مع ممثلي الأحرار الذين حصدوا ولأوّل مرّة في تاريخ الجزائر المستقلة على المركز الثاني في الانتخابات التشريعية بعدد مقاعد ليس ببعيد على الأفلان، ليأتي الدور اليوم مع حركة مجتمع السلم وحركة البناء الوطني المتحصلتين على المراتب الثالثة والرابعة، باعتبار، أن استقبال السيد الرئيس لمختلف التشكيلات السياسية جاء بالنظر لترتيب فوزها بعدد المقاعد في البرلمان وذلك حسب ما أعلن عنه بيان لمصالح رئاسة الجمهورية. الاستشارات السياسية التي يقودها الرئيس تبون ليست الأولى وإنما أصبحت تقليد سياسي أرسى قواعده رئيس الجمهورية، منذ انتخابه رئيسا في نوفمبر 2019، حيث سبق له أن قاد مجموعة متتالية من اللقاءات والمشاورات السياسية حول الحكومة السابقة وبعدها حول الدستور وكذا قانون الانتخابات وهي اللقاءات التي لاقت استحسانا كبيرا لدى الطبقة السياسية وكذا الشخصيات الوطنية التي استقبلها بمقر رئاسة الجمهورية. هذا التقليد السياسي لقى استحسانا كبيرا باعتبار أن السيد الرئيس يعمل في كل مرّة على إشراك الطبقة السياسية والشخصيات المهمة ذات الثقل السياسي في صنع القرار السياسي والاقتصادي في الجزائر من خلال الاستماع والتشاور حول القضايا السياسية والاقتصادية المهمة للخروج بقرار مانع جامع يخدم الصالح العام وينمي روح الديمقراطية التشاركية لتستعيد بذلك السلطة ثقتها بمواطنيها الذين يأملون في جزائر جديدة بوجوه جديدة. كما تعطي سلسلة الاستشارات التي أطلقها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قدر كبير من الأهمية للطبقة السياسية من جهة وكذا لكتلة الأحرار الفائزة بالانتخابات التشريعية لرفع التحديات السياسية المقبلة خاصة ما تعلّق بكسب رهان الثقة المفقودة بين السلطة والشعب منذ عقدين من الزمن، والتي تبحث السلطة على إعادة كسبها وانتشالها من غيابات جب الجزائر الجديدة. ولعلّ التحدّي الثاني الذي ينتظر الطبقة السياسية في المرحلة القادمة يكمن في ضرورة توحيد الخطاب السياسي بما يخدم الجزائر ويكون بعيدا عن خطاب العنف والكراهية والبغض الذي عملت بعض الجهات على نشره خلال الفترات السابقة بما لا يخدم البناء الديمقراطي في الجزائر. سلسلة المشاورات التي افتتحها رئيس الجمهورية، سيكون لها دور كبير لا محالة في تحديد معالم الحكومة ورسم الخريطة السياسية الجديدة وتحفيز مختلف التكتلات السياسية في البرلمان على العمل من أجل إرساء قواعد عمل جديدة تتصف بالانضباط والعمل وتقديم الأحسن في إطار القانون لبناء وإرساء لبنات الجمهورية الجديدة التي طالما تعهّد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بإرسائها في إطار الديمقراطية التشاركية.