ثمّنت مؤسسة الأمير عبد القادر قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي ينصُّ على ضرورة إعادة بعث مشروع إنتاج فيلم «الأمير عبد القادر» باعتباره مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمزا عالميا عظيما، ..حيث أعرب رئيس المؤسسة السيد شاميل بوطالب عن فرحته بهذه الخطوة التي ستفتح الآفاق من جديد لإنتاج عمل سينمائي وتاريخي عظيم، من شأنه أن يُعرّف أكثر بشخصية الأمير ويميط اللثام عن مساره النضالي والفكري . وفي تصريحه للجمهورية دعا السيد شاميل بوطالب إلى ضرورة إنشاء لجنة مختصة ومُحنكة تعمل على دراسة عدة نقاط تتعلق بعملية اختيار السيناريو وخطوات إنتاج فيلم الأمير عبد القادر ، وتكون مكونة من منظمة المجاهدين ومؤسسة الأمير، وعُقلاء لا يملكون أي اتجاه وبعض الجمعيات الوطنية، إضافة إلى عائلة الأمير عبد القادر طبعا ..، وبعد الاتفاق على سيناريو قوي يلتزم بالحقائق التاريخية الصحيحة ويكون ذا حبكة فنية رفيعة المستوى –يقول السيد شاميل - يمكن الانتقال إلى الإخراج الذي يُفضّل أن يُسند إلى مخرج عالمي،.. لا هو جزائري ولا فرنسي، تفاديا لأية مغالطات تاريخية وفنية ، والأمر مماثل بالنسبة للممثلين الذين حبذا لو يكونوا عالميين حتى يكون للفيلم بُعدا عالميا ويصل إلى أرقى درجات الإشهار على مستوى دول العالم، و بالتالي التعريف أكثر بشخصية الأمير وإبراز أعماله ومسيرته النضالية ضد الاستعمار الفرنسي ، وحتى يسمع الجميع ببطولات رمز المقاومة الجزائرية لأنه لا يوجد أفضل من السينما و الصورة حتى نبرز تاريخنا أكثر ، ونكشف بكل فخر عن ملامح ثورتنا المجيدة ضد الاحتلال الغاشم -على حدّ تعبيره -. ضرورة إدراج معركة «المقطع» في الفيلم المرتقب ودائما فيما يتعلق بالسيناريو ، كشف السيد شاميل بوطالب أن السيناريوهات التي قُدمت من قبل حول فيلم الأمير عبد القادر لم تكن موفقة، على غرار السيناريو الذي كتبه بوعلام بسايح ، بدليل أن المخرج العربي الكبير « مصطفى العقاد « رفض العمل عليه، بعد أن اكتشف أن السيناريو يبرز أن الأمير قد استسلم ..قائلا إنه لا يقبل بعمل تظهر فيه شخصية عظيمة بهذا الشكل ، وهنا يقول السيد شاميل « إن الأمير لم يستسلم ونحن نملك وثائق تثبت ذلك « ..، مشيرا في نفس الوقت إلى إعجابه بسيناريو كتبه الراحل بن عودة علي حول معركة « المقطع» التي وقعت في 28 جوان 1835 ، حيث سلمه إياه قبل شهرين من وفاته ، وعندما اتصل به للإشادة بالعمل ، أبلغته عائلته أنه توفي ..وهنا يركز السيد شاميل على أهمية معركة « المقطع» التي تعد من أشهر المعارك التي خاضها الأمير ضد الاحتلال الفرنسي، وعمره لم يتجاوز ال26 سنة، وانتهج فيها إستراتيجية جديدة في الحرب لم يعهدها المقاتلون الفرنسيون من قبل، ،كما أنها تبرز من هم الجنود الجزائريون الذين كانوا معه وكوّنوا جيشه ودعموا مقاومته ، وفيها تفاصيل هامة جدا عن الأمير يمكن أن تجيب عن الكثير من التساؤلات التي غالبا ما يطرحها العديد من المؤرخين والمثقفين والشباب حول هذه الشخصية التاريخية البارزة . وفي الأخير أعرب السيد شاميل عن سعادته بإعادة بعث مشروع إنتاج فيلم « الأمير عبد القادر» ، معتبرا أن هذا القرار هو ردّ واضح وقوي على كل من حاول المساس بشخصية مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وعلى الأفواه التي تجرأت وتعدّت على تاريخ وسُمعة القائد المجاهد رمز المقاومة والوحدة الوطنية، على أمل أن يتم تجسيد هذا المشروع السينمائي والتاريخي الضخم في أقرب وقت ممكن حتى يرى النور ويدخل التاريخ من بابه الواسع، وإن تكاتفت الجهود يمكن إنجازه في أقل من سنة ويكون إنتاجا عالي المستوى ومحترفا وعظيما عظمة الأمير عبد القادر .