عندما انتهت الأشياء في تلك النقطة المبهمة ونفضت عن جسدها آخر ريشة بقي الحب مرتعشا حائرا كما حدث له أول مرة حين خفق في قلب آدم مستصرخا الجبل أينك حواء؟ كانت حواء تطل من خلف شجرة أسطورية بأغصان سحرية كل غصن بفاكهة كل فاكهة بشوق كل شوق يضمر موتا ملونا في أوراقها ستة قرون وتلك الشجرة لا تتحدث إلا ليلا تحيي العابرين والغرباء تربت على كتف الأطفال وتثمر في عيون العشاق تلك الثمرة تحتاج يدا وقلبا ينصت حين تنتهي الأشياء في نقطة مبهمة ويبقى الحب مرتعشا حائرا من جديد @@@ أحب الأزرق بكل تدرجاته أحب نضارته مثل حلم موغل في الحضور مثل رغبة سرية يذهب بها اثنان إلى التخوم أحب الأزرق متلبسا بالماء فيصير مجهولا وكتابا لانهائيا أحب الأزرق سابحا في الأعالي منتشيا بالطيران وحده أحب الأزرق حتى كدماتي الزرقاء فستاني الأزرق القصير عينيك الزرقاوين حين تنزفان دمي الأزرق على جسدك سرت إلى الصمت وتخليت عن الكلمات نثرتها ورائي مثل أوراق بلا عطر ولا ذاكرة أرغب أن أتعرى مني لأسبح في هواء مكثف لا أعرف العودة بعده سرا سرا أضيئ في الماء تارة أنشد شذرات وتارة أعدو مع الظلال كيد مجنون بيضاء أمدها لأهرب صوب ما لا يمتلك ولا ينتهي كنت أكتب على الجدران طريقا لا أعبره وفي عزلتي أقرأ غموض الشجرة حين تنتحب ولا أحد يرى عيونها حين توقع رسائلها و لا أحد يقرأها