ما لقلبي يئن كجرح غائر خوفا عليك ويهتز كأغصان الخريف شوقا إليك، فهل تسمع بكاء شرياني وشهيق وريدي وعظمي، وهل تقرأ كلام الهوى الذي بين سطور عيوني، وكيف أن دموعي حفرت طريقين في وجنتي يحدث أن أنسى نفسي وأرميها بعيدا بعيدا، وكل شيء أتركه ورائي وخلفي وأنزف بغير انقطاع بشكل خطير، حتى تأتيني في منامي كضيف عزيز فأضحك وحدي بغير سبب، ويحدث أن تعانق سمائي شمسها وأمسك بيميني النجوم وأخطف بشمالي القمر، حين تكون أنت فاكهة حديثي التي أشتهي وقطعة حلوى فأفكر فيك بشكل بديع، تزهر في قلبي أشجار الربيع وتفتح الجنة أبوابها فجأة وتغلق أوكار الجحيم طول الأبد، أحبك كثيرا كثيرا، مطفئ نوري وأنت بعيد وهمزة بين قلبي ونبضي وفاصلة بين يقيني وظني، وبرقا ورعدا وحرا وبردا في روحي وعيني وفصلا خرافيا جميلا ليس له شبيه أومثيل. أيها الأمير الجذاب المثير إلى متى تبقى تمضغ الفراغ وحيدا من غير حبيب، وتبقيني وحدي في عذابي وحزني وغبني أصارع هموم حياتي، أنازع نفسي وذاتي سهما بغير نضال، حلما بعيد المنال فدعني لحنيني أعبر وأعلن جنوني عليك وأن جنوني مدعاة لفخري وعقلي وأخرج من صدري صبر أيوب وصبري، فكن لي حبيبي وظلي أكن كما تشتهيني وأكثر، وكن كريما عطوفا فتؤجر، أرجوك فلست أقوى وعمري يزيد، حقق رجائي الأخير أيها الشاهق فوق كل ارتفاع والمتهم في كل ذنوبي الكبار الصغار، تنازل قليلا وبعضا من قليل وكن عاشقا مثلي ومثل جميع الطيور واتخذ قرارك سريعا سريعا، فالساعات تمر ولا تنتظر وحظي منك انخفض وأخشى يوما يأتيك نعيي على باقة حب تفوح منها أشعاري التي يوما كتبت إليك فعجل بالمجيء قبيل الرحيل وقبل السفر وقل لي : أحبك لو تستطيع مرة في الحياة، نصف مرة إن لم تستطع وهذا عندي كثير، ولا تبخل علي بأربعة أحرف منها سعادتي تبتدأ وعليها حياتي تقوم وترتفع، فجرحي لن يندمل وعرشك لن يكتمل ما لم أتوجك بحبي والشاهد قلبي وربي. ملت مني حروفي وفرّت وصار خطي سريع العطب وجف دمي قبل مداد القلم، الكل راح ووحدي بقيت ملقى فوق جزيرة من خراب، ألاقي مصيري الموشح بالعذاب أهذي باسمك لعلي ربما أستريح إلى حين شروق شمس الأمل وحضور حبيب الغياب المنتظر. من بين ألوف البشر وكل الرجال وملايين المعجبين، كنت أنت اختياري عن رضا واقتناع، فإن أخطأت طريقي فقل لي ودعني لحال سبيلي أروح بغير ارتياب، بغير انهزام وأقتل هذا الوليد في مهده قبل البلوغ وقبيل التعلق حتى النخاع، فمن كان مثلي مجندلا بدماء الحنين وملقى على قارعة الجراح، فليكتب إلي وأكتب إليه وأحكي إليه ويحكي إلي، ولنقتسم بيننا هذا البلاء المبين، هنا كلامي انتهى لعل بكم حبيبي إلي يعود وإليه أعود إن شاء الله . قداوي إبراهيم / بني بوسعيد – تلمسان