- تخصصت في إعادة الأغاني التراثية وفن « المداحات» تجربة لا تُنسى .. !! هو فنان شامل، يتميز بحنجرة قوية وصوت شجي ، وهو ما أهله لتأدية كل الطبوع الغنائية بكل براعة وإتقان دون صعوبة أو مشاكل، ..انفرد بطريقته الخاصة في تأدية النوع الحوزي والأغنية الشعبية الخاصة بالأعراس، كما أنه كسر الحواجز و خاض تجربة آداء نوع غنائي آخر يعرف عنه أنه من السهل الممتنع كونه يعتمد على الآداء السليم و والقوي ، وهو ما يعرف في الغرب الجزائري ب « المداحات»، فبرع فيه وتفوق عن غيره في طريقة الآداء و اختيار الأغاني لإعادتها ، حيث أن نجاحه في تقديم الأغاني التراثية القديمة بلمسته الخاصة جعله مغني الأعراس الأكثر طلبا في مسقط رأسه بمدينة ندرومة وولاية تلمسان، ليقرر بعدها شد الرحال و الاستقرار بالعاصمة ..إنه الفنان المتألق توفيق الندرومي الذي خص جريدة الجمهورية بالحوار التالي: - الجمهورية : أين هو الفنان توفيق الندرومي ؟ ^ توفيق الندرومي : في الواقع، حالي كحال أي فنان جزائري ، حاضر غائب بسبب الظروف الصحية التي يعيشها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا و تعليمات الحجر الصحي القاضية بضرورة تجميد كل النشاطات الثقافية والفنية، ما جعلنا نحن الفنانين نتجمد أيضا و نتوقف عن العمل. - كيف كانت بدايتك مع الغناء ؟ ^ أحببت الغناء منذ نعومة أظافري، لأنني كنت مولعا بآداء كل الطبوع الغنائية دون استثناء وذلك كوني كبرت و ترعرعت بمدينة ندرومة التي يُعرف سكانها بحسهم الفني وذوقهم الموسيقي العالي، و حبهم للفن الحوزي الأصيل، كل هذا جعلني أُغرم بالغناء وأتعلق به رغم أنني كنت أمارس تجارة الزي التقليدي الخاص بالنساء ،لكن حبي للموسيقى جعلني أهمل التجارة وأتوجه نحو إحياء الأعراس والحفلات العائلية في سن مبكرة جدا، والتي كنت أحضرها كوني مختص في الديكور، حيث كنت أزين سيارة العروسين والخشبة التي سيصعد عليها الفنانون ، وهنا كان البعض من معارفي ينتهزون الفرصة لتقديمي للجمهور من خلال آدائي لأغنية أو اثنتين على الخشبة، الأمر الذي أحببته كثيرا خاصة بعد أن تذوقت طعم الخشبة و تفاعل الجمهور مع ما أقدمه ، لأقرر بعدها التفرغ لموهبتي بتشجيع من عائلتي الصغيرة . - كيف ولجت عالم الاحتراف؟ ^ بعد أن ذاع صيتي بمدينة ندرومة وصرت فنان العائلة والأعراس، أصبحت تتهافت علي دعوات إحياء الحفلات العائلية وتنشيط السهرات بالمطاعم و الفنادق الفاخرة ، و كان يطلب مني الجمهور آداء أنواع مختلفة من الأغاني الجزائرية النظيفة والأصيلة التي أديتها منذ أول تجربة بشكل جيد، و دون أن أواجه أية صعوبة ، أكيد مع إضافة لمستي الخاصة في كل أغنية أعيد آداءها. - هل هذا يعني أنه يمكنك آداء أي نوع غنائي؟ ^ أكيد، فأنا فنان تخصصت في إعادة آداء الأغاني التراثية ، وغايتي هي تلبية طلبات الجمهور الكريم ، كما أنني أحب كل الطبوع الجزائرية وأعشق تنوعها وأحمد الله على نعمة الصوت الذي منحني إياه، فأنا فنان أحب التنوع وأكره الفشل، وقد سبق لي وأن خُضتُ مغامرة جميلة قمت فيها بإعادة آداء أغاني قديمة في نوع المداحات الأصلية التي تتميز بنظافة الكلمات وقوة الموسيقى، وهي التجربة التي لقيت إعجاب الجمهور الذي أصبح يطلب مني كل مرة أن أصعد على الخشبة لتأدية هذا النوع الغنائي وطبوع جزائرية أخرى كالشاوي و النايلي و الشعبي العاصمي وغيرها من الألوان الغنائية الرائعة التي تتميز بها الجزائر ، كما أنني أبرع في آداء المدائح الدينية كذلك. - أصدرت ألبومات غنائية ك « الڤوال يڤول» و «غاب علي حبيبي اليوم» وكلها أغاني أعدت تقديمها، ألم تفكر في إنتاج أغاني خاصة بك ؟ ^ في الحقيقة إصدار ألبوم غنائي خاص بي هو المشروع الذي أوقفته جائحة كورونا ،حيث أنني كنت بصدد إنتاج عمل غنائي خاص بي، لكن شاءت الأقدار أن تتجمد كل النشاطات الفنية و يتجمد مشروعي معها . - كيف يقضي الفنان توفيق الندرومي يومياته في ظل إنتشار كورونا ؟ ^ كمواطن أنا أقضي يومياتي بين المنزل و السوق والمسجد ، مع الالتزام طبعا بقواعد البروتوكول الوقائي ،من خلال وضع الكمامة و الالتزام بالتباعد و استعمال المعقم ، أما كفنان فمعاناتنا تزداد يوما بعد يوم بسبب تواصل قرار تجميد حفلات الأعراس والحفلات والمهرجانات و كل النشاطات الثقافية والفنية ، حيث أننا نحن الفنانين بين ليلة وضحاها وجدنا أنفسنا داخل حلقة البطالة دون أي اهتمام أو التفاتة من قبل مسؤولي القطاع الذين ندعوهم إلى ضرورة إيجاد الحل و تقديم البديل لمساعدة الفنان و انتشاله من مستنقع الغبن والمعاناة التي يعيشها منذ سنة و نصف قضيناها نحن الفنانين دون عمل. - كيف هي علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي ؟ ^ أنا من رواد الفضاء الأزرق الذي أجده فسحة للتواصل مع جمهوري العزيز الذي أحبه و أتواصل معه من خلال التعليقات.