أهدى مطرب الحوزي؛ توفيق عون، صاحب الصوت القوي المميز لمحبيه، ألبوما غنائيا في نوع "اللايف" بموسيقى حية، موجه للأعراس والحفلات، يضم 14 أغنية مفعمة بالفرح والبهجة، على غرار "ليلة الفرح"، "مكانشي أعشيق"، "أنت بغيتي"، "شرع الله"، "معاك، معاك"، "صباح الخير أعليك"، "ليهاليها"، "منصابني" و"غير أنا وإياك"، إلى جانب بعض الأغاني التراثية. "المساء" استضافته هذا الأسبوع ونقلت لكم هذا الحوار. "المساء": على ما اعتمدت في ألبومك الجديد، وما هي ميزته؟ — توفيق عون: هو ألبوم على شاكلة "اللايف"، صدر منذ شهر تقريبا، ميزته الأساسية أن موسيقاه حية، حيث لم أعتمد على العلبة الموسيقية، خصوصا أن هناك رغبة فنية في التخلي عن استعمالها، لأن الكثير من الأعمال المنجزة تجردت من الروح الفنية التي يجب الاعتماد عليها، فالإنسان يعزف بإحساس كبير، أما الآلة فتقوم بعملها بدقة حسابية لا غير، لكن إحساس البشر يمكن أن يصل بالمستمع إلى عوالم روحانية، كما راعيت فيه الجانب الفني، أي أنه متعة وفائدة في نفس الوقت. قدمت أغاني يشهد لك بنجاحها في الحوزي والأندلسي، ما السر؟ — في الواقع، تكويني تراثي محض، حيث درست الموسيقى الأندلسية عزفا وغناء لمدة طويلة في المعهد الموسيقي، ونلت جائزة سنة 1996، هذا الأمر جعلني متعلقا بالتراث، رغم أنني اتجهت إلى الأغاني المتنوعة لتلبية طلبات الجمهور، على غرار المغربي، التونسي، الطقطوقة القسنطينية المشتقة من المالوف والأغنية العاصمية، بغرض تلبية طلبات الجمهور، خاصة النسوي. كيف تجد واقع الأغنية الأندلسية؟ — عرفت الأغنية الأندلسية ازدهارا كبيرا بعد الاستقلال، ثم شهدت فترة ركود، أما الآن فالموجة الشبابية الناشطة في مجالها والمتمثلة في الجمعيات، مع المشاركة في مختلف المهرجانات، على غرار مهرجان الصنعة والأندلسي، عوامل أعطت لها دفعا قويا، وهو مؤشر إيجابي. وهل تظن أنها كافية؟ — لا، لأن التراث غير المادي لابد أن يقنن للسماح له بالاستمرارية. ماهي الأصوات التي تحبها وأثرت فيك؟ — في الواقع، لدي تفتح كبير على الموسيقى، وأهتم بكل ما أجده جميلا فيها، فكل فنان يعكس شخصيته الفنية، ولكل واحد منهم عملا معينا أحببته عنده. مع من تتعامل في كتابة الكلمات والألحان؟ — أستعين في أعمالي بالتراث الذي أستقي منه أعمال أكبر الشعراء باللغة العربية والفرنسية، وفيما يخص الألحان، أستعين بالتراث وأقوم بتهذيب موسيقي تتماشى مع الموسيقى العصرية دون المساس بجوهر الأغنية. وفي الألبوم الأخير، قمت بمحاولة تمثلت في أغنية "ليها، ليها"، وهي أغنية خفيفة تلائم الأعراس. ماذا تمثل لك الكلمة؟ في الواقع، أحب الكلمة الراقية المعبرة والشعر العربي بمختلف أنواعه العمودي والفصيح، وكذا الشعر الفرنسي والنصوص، حيث عندما يعجبني بيت منه، أستعمله كاستخبار، كما أقوم بترجمة النصوص التي تعجبني، خاصة أنني متحصل على ليسانس في الترجمة. ما الذي يميز أعراس هذه السنوات؟ — هناك موضة أصبحت متداولة، تتمثل في طلب أصحاب العرس من الفنان تقديم أغنية متناسقة مع تصديرة العروس، وهذا ما يحتم عليك كفنان تأدية كل الطبوع.