إرتأينا في ملف هذا الخميس أن نعالج قضية حساسة تخص الجانب الإجتماعي لبعض من الطبقة الرياضية والمتمثلة على وجه الخصوص في اللاعبين المعتزلين الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم سوى الإعتماد على النفس بمزاولة مهنة أخرى يسترزقون بها وهم من المفروض أن يحظوا بتكفل تام من قبل الأندية التي نشطوا فيها في مشوارهم الرياضي، هم فئة دفعت ولا تزال ضريبة التهميش واللامبالاة من قبل المسيرين الذين كانوا يتغنون بهم عندما كان هؤلاء اللاعبين في أوج عطائهم ويتاجرون بعقودهم ليدروا أرباحا كبيرة على خزينة الفريق غير أنهم يتناسوهم بمجرد أن يعتزلوا اللعب فيلقون في غياهب التهميش ومنهم من قضى نحب ومنهم من ينتظر، حيث إن الناظر إلى الوضعية الإجتماعية لهؤلاء اللاعبين المغمورين الذين قدموا طاقاتهم وأوقاتهم في سبيل خدمة النوادي الذين نشطوا فيها وذلك مغ الأسف لم يشفع لهم في الحصول على جزء من الشفقة بعد مغادرتهم الميادين إذ أن كل واحد منهم يعتمد على نفسه في تدبير أموره والشاطر فيهم من يكون قد ضمن مستقبله قبل الإعتزال أما الغالبية فإنهم يجدون أنفسهم على التماس وغرباء عن النادي الذين كانوا يعدّون إحدى أفراده في الماضي ونجد من هؤلاء الكثير والكثير لكن أبرزهم نذكر عريف رضوان المدافع السابق للمولودية الوهرانية الذي يئن تحت وطأة الآلام من المرض الذي يكاد ينخر جسده منذ 15 سنة والذي بسببه إعتزل اللعب مع المولودية وهو في ريعان شبابه حيث تخلى عن الكرة بصفة نهائية وأبدية وعمره آنذاك 29 سنة وهو السن الذي يعتبر لدى الرياضيين بالفترة الذي يبرز فيها اللاعب مستواه الحقيقي إذ أن منذ ذلك الحين واللاعب يعاني مرارة التهميش وأوجاع المرض دون أن يلقى مساندة أو دعم من أسرة المولودية التي أنهى مشواره معها ودافع على ألوانها لفترة من الزمن كل ذلك لم يشفع له في الحظيان بإهتمام مسؤوليها الذين تخلوا عنه مباشرة بعد ملازمته للفراش وشرع حينها في طلب العلاج بل أنه حرم من الذهاب إلى فرنسا من أجل معالجة نفسه هناك وغير عريف رضوان كثير نجد منهم زميله في الفريق عبد القادر بلهادف الذي هو الآخر يعاني من المرض ولم يرد له الإعتبار سوى بمنحه منصب مدرب لفرع من الفئات الصغرى للمولودية والتهميش لا يقتصر على لاعبي المولودية فحسب فهناك عناصر أخرى عرفت نفس المصير كانت أكثر مستوى من عريف وبلهادف ونخص بالذكر اللاعب الدولي السابق لوداد تلمسان طارق بتاج الذي فعل به المرض ما فعل حتى وجد نفسه يمتهن »الكلوندستان« من أجل توفير لقمة عيش بعدما تعرّض لألوان من التهميش من طرف مسؤولي الإتحادية الجزائرية ، نفس الشيء يقال عن لاعب المنتخب الوطني السابق بلباي الذي كان محترفا في فريق مونبيلي والذي تعرّض لإصابة خطيرة في بداية الألفية مع المنتخب الوطني في إحدى نهائيات كأس أمم إفريقيا للأمم، هذه الإصابة أوقفت مشواره الكروي نهائيا دون أن يستفيد من التعويض. هي غيض من فيض من سياسة التهميش التي أصابت اللاعبين السابقين والذين لا زالوا ضحايا الجحود من قبل نواديهم تاركينهم يتخبّطون في معاناتهم دون أن تتحرك ضمائرهم لماذا يقولون عندما نسرد لهم خبر تهنئة الرئيس الأمريكي شخصيا أوباما للملاكم السابق محمد علي كلاي بعيد ميلاده ...