شكر والي وهران السيد سعيد سعيود، خلال الكلمة التي ألقاها لدى إشرافه على الندوة الفكرية التي نظّمتها "إذاعة وهران" بمقر الولاية، الأسرة الإعلامية على مرافقتها لكل النشاطات التي يقوم بها منذ تعيينه على رأس عاصمة الغرب الجزائري، سواء تعلّق الأمر بتغطية الزيارات الرسمية وعلى رأسها زيارة الوزير الأول إلى وهران وزيارات العمل والتفقد لبعض وزراء الحكومة، أو ما تعلق بالزيارات الميدانية إلى مختلف بلديات الولاية للاطلاع على المشاكل التي يتخبط فيها المواطن الوهراني لإيجاد حلول لها، أو خلال الزيارات الأسبوعية للمركب الأولمبي ببلقايد للوقوف على حسن سير الأشغال في هذا الصرح الذي سيحتضن منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط الصيف القادم. كماأشاد السيد سعيود بالمجهودات الجبارة التي يقوم بها الإعلاميون للحفاظ على أمن وسلامة البلاد التي تعرّضت في الفترة الأخيرة للعديد من الهزات منها أزمة انتشار فيروس كورونا، الحرائق التي شهدتها مختلف ولايات الوطن، وعلى وجه الخصوص الهجمات التي تواجهها البلاد داخليا وخارجيا. وأضاف والي وهران: كلنا نسير في مسار واحد مبني على وحدة الوطن وأمنه وسلامته ورقيه، وقال أن الدولة تثمّن مجهودات الصحفيين وروح الوطنية التي يتحلّون بها، وأن إخلاصهم في أداء مهامهم نابع من حبهم للوطن وسعيهم للحفاظ عليه. وتطرق والي وهران إلى دور الصحافة الوطنية إبان ثورة التحرير المظفرة، ونحن على بعد أيام من إحياء ذكرى الفاتح نوفمبر، حيث ضحّى الصحفيون المجاهدون بالغالي والنفيس من أجل إسماع صوت الثورة الجزائرية في الداخل والخارج، في ظروف أقل ما يقال عنها أنها كانت صعبة، وكانت أصوات الصحفيين بالإذاعة السرية أمثال عيسى مسعودي تعطي الحماس للمجاهدين لمواصلة الكفاح المسلح من أجل افتكاك الحرية، فالكلمات في المذياع كانت أقوى من الرصاص في بعض الأحيان. وعرّج والي وهران على التضحيات الجسام لرجال ونساء الإعلام خلال العشرية السوداء والذين كانوا يجابهون خطر الإرهاب الأعمى الذي أودى بحياة العديد منهم، وذكر الوالي لجوء الدولة آنذاك إلى مركب سيدي فرج لاستقبال الصحفيين وإيوائهم لعدة سنوات حفاظا على أرواحهم. وتضمّنت الندوة الفكرية التي نظّمتها "إذاعة وهران" بمقر الولاية 3 محاضرات لأساتذة جامعيين وفاعلين في الإعلام، فكانت البداية للدكتور صادق قاسم أستاذ التاريخ بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة الذي تطرّق إلى دور وسائل الإعلام خلال ثورة التحرير المجيدة من وسائل مكتوبة إلى الإذاعة السرية، بالإضافة إلى تكوين فريق سينمائي سنة 1959. وأضاف ذات المتحدث أن بيان أول نوفمبر يعتبر أول وثيقة إعلامية أصدرتها جبهة التحرير الوطني إضافة إلى ميثاق الصومام، وأشار الدكتور صادق أن العمل الإعلامي خلال الثورة كان مكملا للعمل العسكري المسلح. ومن جهته، تطرق الأستاذ الطاهر عامر من قسم علوم الإعلام والاتصال التابع لكليّة العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية لجامعة وهران 1 أحمد بن بلة إلى قيمة الخبر الصحفي الذي هو مقدس لا يقبل أي تشويه أو أي تحريف، كي لا يفقد الخبر والصحفي الذي نقله مصداقيته. ومن جهة أخرى، تطرقت السيدة ليلى زرقيط مديرة تحرير جريدة "الجمهورية" إلى طريقة اختيار عنوان الخبر، ليكون له أثرا أكبر لدى القارئ ولتكون المعلومة بناءة لا مهدمة للوطن، كما تحدثت عن تعامل وسائل الإعلام بوهران مع معضلة انعدام النظافة بالمدينة التي فقدت بهاءها بفعل انتشار القاذورات ومشكل الأوكسجين التي شهدته مختلف المستشفيات خلال الموجة الثالثة من فيروس كورونا. للإشارة، عرفت الندوة حول واقع الإعلام والتحديات التي تنتظره التي نظمتها إذاعة وهران تحت إشراف والي الولاية السيد سعيد سعيود حضور رئيس المجلس الشعبي الولائي عبد القادر ملياني ممثلي اللجنة الأمنية ومندوب وسيط الجمهورية السيد باغلي شعيب ونواب البرلمان بغرفتيه والمدير الجهوي للتلفزيون ومدير إذاعة وهران وممثلي الصحافة المحلية.