من سنن الحياة أن تتعاقب الأجيال والمجتمعات ويتداول الأشخاص على المناصب، لأنه كما يقال دوام الحال من المحال، ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك، لكن بتداول الأجيال يجب أن يكون هنالك استمرارية ومواصلة المسار، وليس كل مسؤول يتقلد مهاما يمحي ما قام به أو ما أنجزه من سبقه أو حتى إخفاقاته. وللأسف هذا ما نلاحظه في مجتمعاتنا، فكل مسؤول ينصب على رأس أي قطاع كان يُلغي ما سبقه من قرارات وإنجازات ويبدأ عمله من الصفر، وبهذا لن يكون هناك أي تقدم أو استمرارية ونبقى ندور في حلقة مفرغة دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح المواطنين، متناسين أن كل واحد مسؤول عن رعيته. ونحن حاليا في قلب حملة انتخابية يختار من خلالها المواطن من سيمثله في المجالس الولائية والبلدية، ويجب أن يكون هذا الاختيار هو الأنجع وننتخب من يجعل من مصالح من أعطاه صوته قبل مصالحه الشخصية، وأن يواصل عمل المجالس المنتخبة السابقة ويتعلم من أخطائها لكي لا يتكرر و يدفع المواطن الكريم الثمن غاليا. فعلى سبيل المثال يجب على منتخبي البلديات المستقبليين أن يراجعوا ويطالعوا ما أنجزه المنتخبون السابقون فيما يتعلق بالمؤسسات التربوية أو الهياكل الصحية، والتفكير في إنجاز أخرى جديدة على أسس سليمة، ولا نبقى في سياسة إعادة التأهيل لنمضي قُدما ولكي تتحرك عجلة التنمية ويستفيد المواطن من الأموال الطائلة التي تُصرف كميزانية للبلديات.