تعتبر مدينة أدرار من المدن الغنية بكنوز المخطوطات النفيسة التي تعود إلى عدة قرون وقد كشفت لنا معاينة بعض المكتبات برفقة المرشد السيد عبد العالي حميحا، الحالة المزرية التي توجد عليها المخطوطات في هذه المنطقة، ولئن كان جو الصحراء يخلو منه عنصر الرطوبة المؤثر في المخطوطات فإن الزوابع الرملية الكثيرة، والحرارة الشديدة وسوء طرق الحفظ و ضعف وسائله أو انعدامه لدى كثير من المالكين للمخطوطات، إضافة إلى الحشرات المختلفة التي وجدت في المخطوطات قوتا لها، كان لها جميعا أثر بالغ في صعوبة بقاء هذه المخطوطات وسلامتها من التلف والاندثار. أما طبيعة المخطوطات الموجودة بها فمعظمها يدور حول الفقه المالكي، والعقيدة الأشعرية، وعلم التصوف وطرقه، واللغة العربية، وبعض الأشياء التي تتعلق بالمنطقة نفسها وغيرها، ويرجع عدد منها إلى مؤلفين من عدة مناطق وعلى رأسهم العلامة المغيلي رحمه الله، ومن أشهر هذه المكتبات المكتبة البكرية للحاج عبد الحق القاضي الذي كان رئيسا لمجلس الشورى بأدرار، ولاتزال المكتبة ببيت القاضي الذي يقع في منطقة تمنطيط التي تبعد عن أدرار المدينة بنحو 62 كلم، تحافظ على نحو 2000 مخطوط بالمكتبة والبكريون الموجودون بالمنطقة يرجعون إلى عائلتين عائلة البكراوي وعائلة البكري و التي لازال أفرادها يحافظون على نهج الزاوية و أهدافها. ويوجد بمنطقة تمنطيط عدد آخر من خزائن المخطوطات لكنها صغيرة من بينها مكتبة الشيخ الحاج محمد باللكبير رحمه الله، وهو من أشهر رجال الجزائر وأعلامها كنت تشد إليه الرحال من الجزائر وخارجها، تقع في مدينة أدرار في زاوية الشيخ رحمه الله، عدد المخطوطات بها 1500 مخطوط ،مكتبة المطارفه لصاحبها محمد الطيب وقد توفي عليه رحمة الله سنة 1987 وتقع المكتبة ببلدية المطارفه دائرة تقروت، وعدد المخطوطات بها 600 مخطوط ، مكتبة الحاج محمد باللوليد بقصر بوكان يوجد بها نحو 500 مخطوط وكانت مغلقة في وجه الباحثين ولم تفتح إلا بعد وفاته سنة 2006 ، ومكتبة الحاج حسن في أنزجمير تقع إلى الجنوب من مدينة أدرار بنحو 70 كلم، تضم المكتبة نحو 400 محطوط أغلبها في حالة يرثى لها،و مكتبة بني يلو لصاحبها محمد الجعفري بمنطقة بوده تبعد 25 كلم عن مدينة أدرار وعدد المخطوطات بها 240 مخطوط ، ومكتبة الإمام المغيلي بزاوية كنته بقصر بوعلي، ويبعد عن أدرار 60 كلم، وقد انتقل عدد كبير من مخطوطاتها إلى الورثة ولم يبق منها إلا 150 مخطوط ، ومكتبة الشيخ محمد باي باللعالم في زاوية مصعب بن عمير بمنطقة أولف وتبعد عن مدينة أدرار عاصمة الولاية ب 260 كلم ويوجد بها نحو 1500 مخطوط . إن تشدد أصحاب عدد من المكتبات في السماح للباحثين للإطلاع عليها أو تصوير ما يريدونه لأبحاثهم، وعدم السماح للذين يريدون ترميمها والحفاظ عليها أو الاقتراب منها جعل ضياعها بمرور الزمن أمرا أكيدا حسب مرشدنا السيد عبد العالي حميحا و الشيخ سالم أولاد بلقاسم و أخرون ، وبناء عليه قامت وزارة الثقافة ببناء مركز وطني للمخطوطات بمدينة أدرار، قصد إقناع أصحاب الخزائن بحفظ مخطوطاتهم بهذا المركز كل باسمه أو الإتيان بها لترميمها وصيانتها وإرجاعها إليهم لكن لحد الآن مازال الاقبال محتشما .