كشف الممثل الجزائري القدير حسان كشاش أن فيلم "جنان يمّا" أو " حديقة أمي" تجربة مهمة في حياته السينمائية، مشيرا إلى أنه لأول مرة يتعامل مع المخرجة الجزائرية الشابة " لينا زروق " التي درست في نيويورك، وما حدث هو اتفاق متكامل على مشروع بين ممثل ومخرج بناء على ثقة متبادلة. وأكد حسان كشاش أنه لم يجازف بالعمل مع مخرجة جديدة، بل بالعكس ،« لينا زروق " جاءت برؤية وفكرة فريدة من نوعها، وقصة الفيلم حقيقية ومستوحاة من قصة ويوميات عاشتها المخرجة الشابة، و أرادت أن تترجمها إلى عمل سينمائي وترويها للناس على طريقتها الخاصة، كما أنها أرادت من خلال القصة أن تتصالح مع ذاتها وأهلها، في أمور لها علاقة بالميراث وخلافات عائلية على حد تعبيره، وفيما يخص واقع السينما بالجزائر قال كشاش : " الفيلم الجزائري حاضر بقوة، من خلالنا نحن كسينمائيين و من خلال الأفلام سواء القصيرة أو الطويلة وحتى الوثائقية، كما أن الإبداع سينمائي أيضا موجود، وطموحنا اليوم هو الوصول لصناعة سينمائية جزائرية حقيقية والاستفادة منها اقتصادياً و اجتماعياً وثقافيا ، وأضاف حسان كشاش:« السينما حلقة متكاملة، تبدأ بكتابة السيناريو، والتمويل، والإنتاج والإخراج، وعمليات ما بعد الإنتاج، والدعاية والتسويق، وفي كل هذه المراحل لدينا بعض نقاط الضعف "، وبخصوص الطاقات الشابة أوضح حسان كشاش أن هناك العديد من المواهب الفنية الشابة، سواء في مجال التمثيل أو الإخراج أو التصوير والمونتاج، التي هي بحاجة إلى ممارسة مستمرة للعملية الإخراجية والإنتاجية والتمثيلية لصقل وتطوير قدراتها وخبراتها. وفيما يتعلق بالدراما التلفزيوينة ، تحدث كشاش عن مسلسل" الخاوة" الذي اعتبره بمثابة الخطوة الحقيقية الأولى له تجاه هذا المجال، موضحا أنه كانت هناك اقتراحات لأعمال درامية في السابق، وكان متردداً بعض الشيء حولها، لكن اكتشف في مسلسل" الخاوة" سيناريو مقنعاً وجديداً، يطرح قصة حول الميراث، والطمع، والخيانة، والحب، بحكاية جميلة وقالب حديث غير كلاسيكي، واستعداد كبير لشركة الإنتاج حتى تنتج هذا العمل بمقاييس عالية، فيه مخرج قدير، طاقم فني وتقني محترف، إمكانيات كبيرة توفرت لإنجاحه، فقرر خوض هذه التجربة، وكان لديه رغبة وإحساس بنجاح العمل، والحمد لله كان له صدى كبيرا، ولقي رواجا أكبر ونجاحا لدى المشاهدين . تجدر الإشارة إلى أن الممثل حسان كشاش من أكثر الفنانين تواضعاً وعشقاً لفن التمثيل ، حيث نجح خلال مسيرة "ربع قرن" من العطاء السينمائي في إثراء المشهد السينمائي الجزائري والعالمي، بأكثر من 15 فيلماً سينمائياً، والعديد من الأعمال المسرحية، وعمل فيها مع مخرجين جزائريين وعرب ومن أوروبا، .ويعد المخرج الجزائري أحمد راشدي، من بين أكثر المخرجين الذين عمل معهم حسان كشاش، ووصلت الأعمال السينمائية إلى 5 أفلام، أولها "كانت الحرب" عام 1993 الذي حصل على جائزة "فيبا الذهبية" عام 1994، والفيلم الثوري "مصطفى بن بولعيد"، وحصل من خلاله كشاش على جائزة أفضل ممثل في مهرجان وهران للفيلم العربي عام 2009، إضافة إلى أفلام "نقطة نهاية"، و«لطفي"، و«أسوار القلعة السبعة.