أكد مشاركون في ملتقى دولي حول اللغة العربية والتراث الثقافي المادي واللامادي و السياحة نظم أمس بتلمسان بتقنية التحاضر عن بُعد على أهمية توظيف اللغة العربية والرقمنة في الترويج للتراث الثقافي. وترى حورية نهاري من وحدة البحث حول واقع اللسانيات وتطوير الدراسات اللغوية في البلدان العربية لتلمسان أن "للتطبيقات الإلكترونية أثر في التسويق السياحي ،وأن الوسائط الإلكترونية المتوفرة على الهواتف الذكية والحواسيب من الإستراتيجيات التسويقية العالمية المهمة، لأنها مجانية ومتاحة للجميع وتستخدم لزيادة التواصل والإعلان عن المنتجات السياحية". وأضافت أنه ينبغي على المشرفين على إعداد هذه التطبيقات السياحية وضع خطة تسويقية ومراعاة جودة الصوت والصورة والمحتوى، وكذا الاعتماد على التعدد اللغوي لاستقطاب أكبر عدد من السياح، مبرزة أن "التسويق السياحي الفعال يرتكز على مخاطبة الفئة المستهدفة باللغة التي تفهمها لاستقطابها وأن السائح يبحث عن الوجهة السياحية الراغب في زيارتها عبر الانترنت باللغة التي يفهمها".كما أبرزت من جهتها الأكاديمية سعدي فاطمة من نفس الوحدة أن المواقع الإلكترونية التي تروج للسياحة في الجزائر استغلت بشكل جيد في ظل جائحة كورونا من طرف المشرفين على قطاعات الثقافة والسياحة والإعلام عن طريق استغلالها ضمن روبورتاجات وحصص إذاعية وتلفزيونية وعبر الفضاءات الافتراضية، وذكرت الأكاديمية سعاد عباسي من ذات الوحدة أن وحدة البحث حول واقع اللسانيات وتطوير الدراسات اللغوية في البلدان العربية لتلمسان قامت بإنجاز دليل لغوي سياحي للتعريف بالموروث الثقافي لتلمسان، بما فيها الصناعة التقليدية و المعالم الأثرية واعتماد مصطلحات في تسمية منتوجات الصناعة التقليدية والمناطق الأثرية بتلمسان. وأكدت الجامعية حنان بوعزيز من جامعة باتنة أن مواقع التواصل الاجتماعي تكتسي أهمية بالغة في الترويج للمواقع الأثرية وتنمية السياحة بالجزائر، خاصة التي تستعمل اللغة العربية في التعريف بالمواقع السياحية مثل الطاسيلي وتيمقاد و جميلة والقصبة"، كما ذكر رئيس قسم علم المكتبات والمعلومات من جامعة سيدي بلعباس السيد عمر بن عراج أن مراكز المعلومات تعنى بالحفاظ على التراث المادي حيث ساهمت بشكل كبير في تغير المخطوط من صفته الورقية إلى النسخة المرقمنة ما يسمح باستغلاله من قبل الطلبة والباحثين وحتى الزوار الراغبين في التعرف على التراث المادي للجزائر، وذلك حفاظا على النسخة الأصلية للمخطوط دون إلحاق الضرر به. وينظم هذا الملتقى على مدار يومين من قبل وحدة بحث واقع اللسانيات وتطوير الدراسات اللغوية في البلدان العربية بتلمسان، ومن تنشيط أساتذة وباحثين من 20 جامعة جزائرية ، إلى جانب آخرين من جامعات مصر وتونس. وقد برمجت مداخلات حول التراث الثقافي اللامادي الجزائري في زمن الرقمنة وتوظيف اللغة العربية في رقمنة الموروث الثقافي الجزائري وأهمية المواقع الإلكترونية في الترويج للسياحة وغيرها.وسيتم خلال اليوم الثاني من الأشغال تقديم مداخلات حول رقمنة المخطوطات العربية وإسهاماتها في السياحة بالجزائر ودور الكتب الإلكترونية والمواقع المتخصصة في الحفاظ على الأمثال الشعبية الجزائرية والتسويق الإلكتروني لمنتجات الصناعة التقليدية في ظل جائحة كوفيد-19.ويهدف الملتقى إلى تطوير اللغة العربية وجعلها في خدمة قضايا المجتمع وخاصة ،في قطاع السياحة والتعرف على الدور المتنامي للغة العربية كركيزة أساسية للمعرفة ومسايرة الإبداع في العصر الرقمي، كما أشار إليه مدير وحدة بحث واقع اللسانيات وتطوير الدراسات اللغوية في البلدان العربية بتلمسان عبد الرحمان خربوش.