كلنا نعلم وعلى دراية تامة بالظروف السيئة التي تحيط بالمنتخب الوطني في الكاميرون، ولسنا من هذا المنطلق نحاول أن نبحث عن الحجج والأعذار لتبرير تعادل وهزيمة الخضر في أول مبارتين للخضر في "الكان"، وإنما نحن على يقين أن الجزائر مستهدفة لغاية في نفس الحاقدين على كتيبة بلماضي التي صنعت في ظرف لا يتجاوز ال4 سنوات أفراح الجزائريين، ويكفينا فخرا واعتزازا أن "وزير السعادة" حقّق ما عجز عنه سابقوه سواء كانوا أجانب أو محليين، باستثناء صنيع جيل التسعينات بقيادة المدرب المحنك عبد الحميد كرمالي صاحب أول لقب قاري للجزائر سنة 1990، قبل أن يعيد جمال بلماضي أمجاد الماضي بنجمة قارية ثانية سنة 2019 بأرض "الفراعنة"، ثم تكلّل عمل الناخب الوطني عن طريق تلميذه مجيد بوڤرة بلقب عربي وزنه من ذهب في كأس العرب بقطر، وهي المنافسة التي سبقت نهائيات "الكان" المقامة حاليا بالكاميرون، ولعل تألق "المحاربين" على جميع المستويات إلى درجة بلوغهم رقما قياسيا ب35 مباراة دون هزيمة والذي لم يتمكن من تحقيقه أي منتخب عربي لحد الآن، أشعل غيرة الحاسدين الذي يترقبون أي تعثر أو هفوة من المنتخب من أجل توجيه سهام الحقد والضغينة والكراهية إلى مهندس الإنجازات جمال بلماضي، ورغم ذلك لم تفلح كل الانتقادات في هز شعرة واحدة من الجزائريين الذين بقوا على موقفهم المساند للمدرب الوطني ولاعبيه، بل بالعكس ما كان يريده أعداء الجزائر ويسعون إلى تنفيذه لتحطيم أركان المنتخب وأوقعوا أنفسهم في شر أعمالهم.. بدليل أن الجزائريين أطلقوا حملة تضامن واسعة مع منتخب بلادهم تحت شعار "نحن معك يا بلماضي دائما وأبدا"، فلم تؤثر الخسارة على علاقة "وزير السعادة" بشعبه، ولم تثن البداية المتعثرة لأبطال القارة من عزيمة "المحاربين"، بل زادتهم إصرارا على مواصلة المغامرة في أدغال إفريقيا، وستعيد من دون شك قمة "الخضر" و«الفيلة" ذكريات "كابيندا" في نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا سنة 2010 والمباراة البطولية لرفاق بوڤرة الذين لقّنوا دروغبا وزملاءه درسا في الوطنية والروح الرياضية، في قمة مرجعية لازالت محفوظة في الأذهان، على أمل أن يتكرّر السيناريو في ملعب "جابوما" المشؤوم، الذي رفضت "الكاف" تغييره لدوافع لا يفقه فيها سوى السحرة والمشعوذون، الجميع متفائل بتجاوز الخضر آخر عقبة في دور المجموعات من أجل ضمان التأهل إلى الدور الثمن النهائي، لا لشيء لأن الجزائر لن تخرج بسهولة من "الكان"، ولا حتى بفعل فاعل ولأن دموع بلماضي غالية وأغلى من كل الكؤوس والبطولات العالمية. يكفي أنك يا بلماضي وزير لسعادتنا رغم أنف الحاسدين والمنافقين، وأنك صانع الفرحة في أحلك الظروف وأتعس اللحظات..نحن معك قلبا وقالبا، ولكل حصان أصيل كبوة، قم وأرفع رإسك وامسح دموعك وانهض بإرادتك وعزيمتك الفذة المعهودة من جديد والعودة بعد التعثر شرط لاستمرارية الحياة والكل يعرف خبث ومكر وشعوذة إفريقيا اللعينة، ولابد من التذكير بأن الفريق الوطني يمثل رمزا من رموز الوطن الذي يجمع كل الجزائريين تحت راية واحدة "العلم"، فهل هناك من أسعد وأفرح الجزائريين في السنوات الأخيرة، كما أسعدهم بلماضي وأشباله ليسعد جماهير تعشق النصر والانتصار وتهوى رفع التحدي، طبعا هذه الآمال وهذه المشاعر جسّدها بلماضي فاعتنقتها الجماهير دون تردد، ومهما كانت الظروف يبقى صانع ابتسامة الجزائريين هو الأفضل والأصلح لقيادة "المحاربين".