أسالت أزمة الأكسجين في الموجة الثالثة الكثير من الحبر بعد أن تشبعّت المستشفيات و أصبحت غير قادرة على استيعاب المرضى الذين طرقوا أبواب مصالح كوفيد دون أن يتمكنوا من حجز سرير استشفائي بسبب أزمة مادة الأكسجين و كذلك قلة الأسرة و ما كان على المرضى إلا اللجوء إلى الاستشفاء المنزلي و جلب المكثفات و قارورات الأكسجين بعد استشارة الطبيب و التي كان لزاما عليهم أخذ جرعات منها و منهم من تطلب علاجه جرعات مضاعفة بسعة ضخ كبيرة و التي لم تكن متاحة للجميع نظرا للضغط الذي عرفته غرف الإنعاش و مصالح كوفيد بسبب الانتشار الكبير لفيروس كورونا بجميع أنحاء الوطن و العالم بأسره ما أدى إلى نفاد مادة الأكسجين في عدد من الولايات وارتفع رقم الوفيات. وتهافت الأطباء و أقارب المرضى على أسطوانات الأكسجين لإنقاذ المصابين بالفيروس. حيث قامت السلطات الوصية آنذاك بإجراءات وقائية لمواجهة الموجة الثالثة للوباء كفرض حظر تجول و الحجر الصحي وتعليق الصلاة في المساجد وتحويل بعض الفنادق إلى مستشفيات و غيرها من الإجراءات لوقف سلسلة العدوى . و قد تدخلت السلطات العليا للبلاد و المحلية و كذا الجمعيات و المغتربون لتوفير مادة الأكسجين حيث قاموا بتنصيب مولدات و محطات أكسجين و توفير المكثفات عبر كافة المستشفيات أما حاليا بالنظر إلى الارتفاع المقلق لعدد الحالات ، و دخولنا في الموجة الرابعة ارتأت الجمهورية أن تقف على التحضيرات و الإجراءات الاستباقية لتفادي أزمة الأكسجين و النقائص التي تم تسجيلها في الموجة الثالثة و تبين أن جل المستشفيات بفضل تبرعات المحسنين و جهود الجمعيات و السلطات متوفرة على الإمكانيات اللازمة ما يجنبها السقوط في خطر الندرة خاصة فيما يخص مادة الأكسجين . و في الأخير علينا الاهتمام بالتدابير الوقائية و تلقي اللقاح لكسر سلسلة العدوى التي تعرف منحى تصاعديا في هذه الفترة و علينا استخلاص العبر لتجنب المحّن .