صحيح أنّ الكرة مجرد لعبة تنتهي بربح أو خسارة، لكن أبدا لن تنتهي بخصومة، سواء مع الفريق المنافس أو مع الجمهور، علما أن جماهير شمال إفريقيا تنزل إلى الميدان وتلعب، فهي الرقم 12، من خلال الفارق الذي تصنعه في المدرجات، وتلك سمة الجزائريين الذين كان لهم الفضل في تتويج "المحاربين" بألقاب قارية، من خلال المؤازرة والتشجيع والوقوف، إلى جانب رفقاء محرز وأشبال بلماضي مهما كلّفهم الأمر، ف«الغرينتا" الجزائرية عملة صعبة. ومهما يكن في الكرة ميدان شاسع يَخْبِر قوة الروح الرياضية وإعادة بعث أواصر الأخوة في فضاء الإنسانية، بعيدا عن الحسابات السياسوية التي ينطّق بها بعض لتحقيق مآرب ضيّقة الأفق، وأبدا لن تنقص من فريقنا شيئا، لأنّ الأهم قد حققه الخضر، والتحديات موجودة لمن أراد ركوب صهوة الحسد من الماكرين خارج حدودنا. منتخبنا مقبل اليوم على ملحمة جديدة، ولو أنّه قد صنع الملحمة خلال قرابة أربع سنوات تحت قيادة باسل من بواسل الجزائر، الذي تخطّئ بإنجازاته كل المدربين الجزائريين والعرب والأفارقة، ببلوغه 35 مباراة دون هزيمة، ليصطفّ "المحاربون" مع إسبانيا والبرازيل، ولم يعد يفصلهم عن المتصدر العالمي المنتخب الإيطالي سوى مبارتين لمعادلته وثلاثة لتحطيمه، لكن يكفي "الأفناك" أنّ الدم الساري في العروق جزائري محض يتدفق من دورة الأمير وبن بولعيد وديدوش، بمعنى أنّ العزيمة ثورية والقتال والاستماتة ميدانها الملاعب وليس مجالس اللغو وتسجيل الكلام.