حتّى عندما تتوّفر شروط الفرح وتلتئم أطراف السعادة و يتمّ تطويق السرور لا تعرف السمراءُ إلى الابتهاج طريقا و كأنّها جُبلت على الخيبة من قبل أن تُفْتَق الأرضُ. المآسي تطبعك ، الجوع ينهشك، المرض يسكنك ، الانقلابات عنوانك ، رغم أنّ مَن حولك يتقدّمون ، و أحيانا بسواعد أبنائك . ليس العيب في لونك عندما تتأخرين عن الركب ، إنّما المصيبة في من حَبِلتِ بهم و فرّغتهم على أرصفة الطريق بأفواه مفتوحة، إنّهم فلذات كبدك . لم تعد الأنباء تصنع سبقا عندما يدوي انقلاب في جوف ماما أفريكا ، فقلب الطاولة بما عليها ليس استثناءً و إنّما الاستقرار هو المعضلة و الأفارقة أشدّ خصومه. إلى يومنا لا يزال سُمرُ أفريكا يعتقدون أنّهم وحدهم الأولى بها فتسمع عن إفريقيا السمراء و البيضاء و العربية، فكم هو صعب معول التفرقة من أجل الهدم. السمّراء لا تزال تحفر من أجل أن تنقّب عن تاريخها لتصنع هوّية و الآخر ينقّب في بطنها لعلّه يسمّن بطنه المنتصبة و المتفتقة من خير ما نهب و سطا و ابتزّ . أمعاؤك ناصعة البياض من فرط الجوع و الطوى. بطولة كرويّة - ليس إلّا - كنا نسعد و نحن صغار عندما نتابعها لنزهو بالألوان و الرقصات الغريبة و النغم الذي سافر بأبنائك منذ عهود إلى العالم ، فأخرجتِ للكون بوب و ستيفي و مايكل و غيرهم كثير ، لكن جاء من نغّص علينا الابتهاج رغم دفء حضن هذه الأمّ ، من الذين لا يؤمنون إلى بالعنف فجعلوا من ميادين الكرة سجالا للحرب . إفريقيا أرض الإنسان، بطن الخير، عاجزة عن تأديب أبنائك، جففي عنك أطرافك الدامية ، فصدور صغارك العارية كواها لهيب الفلاة. كم من انقلاب سطّر بأيدي الذين وعدوك فهل تحقق لك ما وعدوك ؟ كم عدد الذين أحبوك فوشوشوا في أذنك و قلبوك ، و صغارك يلهون بقطعة مطّط ، و بها يريدون فتح العالم ؟