يشكّل تمدرس التلاميذ، بصفة عادية في زمن كورونا، تحديا حقيقيا للقائمين على العملية التعليمية ،منذ ظهور الوباء، خاصة خلال الموجة الرابعة التي حدثت أثناء الموسم الدراسي ، لكن تزايد الإصابات في صفوف بعض التلاميذ وعمال القطاع من مختلف الأسلاك ،فرض تعليق الدراسة اضطراريا أسبوعا قبل العطلة الشتوية و فترتين متتاليتين استغرقت حوالي أسبوعين لنفس السبب. ما يعني تأخرا زمنيا لثلاثة أسابيع، نجم عنه اضطراب في البرنامج ،و الأحد الماضي استقبلت المؤسسات التعليمية بأطوارها الثلاثة أكثر من94 ألف تلميذا لاستئناف الدروس وسط إجراءات و تدابير وقائية صارمة للحد من انتشار الوباء، وبما أن تعليق الدروس ليس عطلة، كان لزاما استغلال الفترة بما يفيد التلاميذ و يحافظ على تحصيلهم التعليمي و عدم الإخلال به ،بتدابير استباقية بتعقيم المؤسسات،حوالي أكثر من260 مؤسسة،وحث التلاميذ على المراجعة بالمنزل ، مع صدور تعليمات بتطبيق البروتوكول الصحي بصرامة ،من طرف الجميع من العمال المتواجدين بالمؤسسة خصوصا الأساتذة، باعتبارهم الأكثر قربا من المتعلمين، وإجبارية ارتداء الكمامة والتباعد ، لمجابهة الوباء وحماية الوسط المدرسي ككل من العدوى. في الجانب البيداغوجي فان الأصداء التي رصدناها من الأساتذة تؤكد انه لا يوجد تأخرا كبيرا في المنهاج مع تباين الآراء بين من يرى إمكانية التدارك ،و من يرى عكس ذلك ،وهذا لا يمنع من إيجاد بدائل من الأستاذ ، كتخصيص الحصة للدرس ثم التطبيقات . هذا ما يسري على التعليم الثانوي ومع الإجراءات التي أقرتها الوزارة بتأخير الفروض و الاختبارات و تقليص العطلة الربيعية من أسبوعين إلى 9 أيام، من شأنها المساهمة في ربح حيز زمني لاستثماره في تدارك و تعويض الدروس، ولأن أهم طرف هو الأستاذ في هذه العملية يمكنه أن يغيب جراء الوباء ، فقد أكد مصدر من قطاع التربية أن استخلاف الأستاذ يتم مباشرة و يستفيد من عطلة مدفوعة الأجر وكذلك التلميذ الذي يستأنف الدراسة بشهادة طبية تثبت تعافيه ، عن عدد الأساتذة الذين تحصلوا على عطل مرضية قال نفس المصدر أن الإصابات سجلت خلال فترة تعليق الدراسة ، ما خفف من الغيابات والأساتذة يواصلون عملهم .دون إغفال المرافقة النفسية للتلاميذ (من طرف مستشاري التوجيه )و مساعدتهم على تخطي التأثيرات النفسية للوباء على التلاميذ وإمكانية تجاوزها . وخلال فترة تعليق الدراسة تم تسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية وفتح 14 وحدة كشف ومتابعة ووحدة طب العمل إضافة إلى الوحدات الصحية المنتشرة بالبلديات بالتنسيق مع مديرية الصحة و السكان، ودعت منتسبيها إلى الانخراط فيها، لبلوغ اكبر عدد من الملقحين بالقطاع بهدف الوصول إلى المناعة الجماعية ، و الهدف ضمان سلامة الجماعة التربوية من الوباء .