من الناس من تجتهد في فهم طريقة تفكيره ولا تفلح في ذلك وتحتار في تصنيفه. تجده ليبراليا في تفكيره ومتطرفا في تكفيره و تدينه يدعو إلى الأخلاق والفضيلة وأفعاله تملق ورذيلة، تراه ينتقد موجة الفن الهابط ولا يتوانى في الاستماع والاستمتاع بكليبات الفضائيات و " تبريحة " الكباريهات. يحث على إتقان العمل وأداء الأمانات إلى أهلها وهو أول من يقوم بالتغيّب عن مكتبه ويخطف كل ما يجده أمامه في مقر عمله مستعينا بفتوى " ملك البايلك.. خوذ وأدّي ". صنف تراه في أولى الصفوف بالمساجد . وقار ولباس أبيض عند كل صلاة وبعدها يسبح في فضاء اللّهو ويدخل عالم المخدرات قارو، بعد أخر ولحظات من النشوة لنسيان هموم النسوة وهناك من غير معطفه و بدّل معطفه "الفيستا " حتى في علاقاته مع غيره ومن مؤيد للمسئول الفلاني إلى ألذ معارضيه ومن عبد مطيع ومسالم لسيّده إلى عدوّ عاص بعد تقاعده. هؤلاء يتظاهرون بالولاء والطاعة ويعلنون التمرّد والعصيان بمجرد قضاء حوائجهم. علاقاتهم تجمعها المصالح وإن اختلفت يتفرّق الشمل وتنطلق الحركات التصحيحية في المناداة بالتقويم والتقييم المناسباتي. كيف نسمّي مثل هذه التصرّفات؟ و بماذا ننعت أصحابها؟ هل هي المصلحية والبراغماتية؟ أم حب النفس والأنانية النرجسية؟ قد يتغير الإنسان في لحظة خوف من المجهول أو عند الإحساس بالخطر أو الضعف القاهر بسبب ضغوطات لا يقوى على مجابهتها وقد يتخذ جراء ذلك مواقف ظرفية معيّنة خارجة عن نطاقه وز قد تكون لها مبرراتها. لكن أن يصبح تغيير الأفكار والأحكام "صحّة وجه " ورجولة وأن يظن من يقوم بمثل هذه السلوكات بأنه أفطن وأدهى وأذكى من غيره وأن عصر السرعة يتطلب التعجيل بالتموقع والتمركز الجيد وأن الحاجة تفرض عليه الكفر بما آمن والإيمان بما أنكر سابقا فهذا والله لكلام مجانين. هذه الفئة من الناس، الناكرة للمعروف والجاحدة، المتقلّبة والمتلوّنة لا تهمها سوى مصالحها ومراكزها ولا تهتم بما يقال عنها.تصح تسميتها ب.." منافقون بلا عنوان "، إنتهازيون في كل مكان وصوليون مهما كانت الأثمان .لا مواقف ولا رجولة لديهم تدين مفبرك وطنية مغشوشة وشعور منعدم، قيل قديما إذا جاءك الموت مت وأنت واقف أحسن لك من أن تمت راكعا.. والحديث قياس ! ع.ع [email protected]