وجدت الشرطة الفرنسية صلة بين حادث إطلاق النار على المدرسة اليهودية في مدينة تولوز ومقتل ثلاثة جنود فرنسيين من أصل شمال إفريقي الأسبوع الماضي. وكان أحد الجنود قد قتل نتيجة إطلاق النار عليه في مدينة طولوز قبل اسبوعن وقتل اثنا آخران وجرح ثالث الخميس اللماضي في في بلدة مونتوبان على بعد 46 كم من طولوز. وتوصلت الشرطة الى ان نفس السلاح ونفس الدراجة البخارية استخدما في العمليات الثلاثة. وتشهد فرنسا أكبر عملية مطاردة وبحث عن المسؤولين عن العمليتين. وكان أطفال في سن الثالثة، والسادسة، والعاشرة، ومعلم في الثلاثين قد قتلوا عند وصولهم إلى فصولهم في مدرسة أوزار اليهودية الدينية في مدينة تولوز الفرنسية الجنوبية. ويعتقد أن منفذ الهجوم، الذي كان يركب دراجة بخارية قوية، هو الشخص نفسه الذي أطلق النار من قبل فقتل ثلاثة جنود ينتمون إلى أصول عربية، وأصاب جنديا رابعا من الكاريبي، في هجومين هذا الشهر في مدينة تولوز ومدينة مونتوبا القريبة منها. ووصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين الهجوم بأنه كارثة قومية. وتعهد ساركوزي بالعثور على القاتل. وخلال زيارته لمسرح الهجوم في مدينة تولوز جنوب شرق فرنسان أعلن ساركوزي دقيقة حدادا في جميع المدارس في فرنسا أمس. وقال ساركوزي إن الدولة ستتبذل قصارى الجهد في التحقيق فيما حدث. ووقفت جميع المدارس في فرنسا أمس دقيقة صمت في الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي حدادا على الضحايا. وقال شهود العيان إن المسلح فر بعيدا عقب الهجوم. وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد أعلنت أنها ستشدد إجراءات الأمن حول المدرسة اليهودية، ووضع حراس خارج جميع المدارس ذات الطابع الديني. وهذا هو الهجوم الثالث من نوعه في مدينة تولوز خلال الأسبوع الماضي. وكان ثلاثة جنود قد قتلوا في الهجومين السابقين. ويقول المراسلون في تولوز إن الجنود كانوا ينتمون إلى أقليات عرقية. وقد بدأت الشرطة الفرنسية في البحث عن الشخص الذي نفذ الهجوم، والذي قال شهود العيان إنه كان يركب دراجة بخارية سوداء. دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي العالم إلى التصدي لحالات الاضطهاد والجهل والعنصرية وكراهية الأجانب، وتأتي الدعوة في وقت أظهر فيه استطلاع أجرته منظمة غير حكومية أن 55% من الصراعات بين عامي 2007 و2009 كانت نتيجة انتهاك حقوق الأقليات. وقالت بيلاي -بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري- في هذا اليوم أدعو الدول إلى الاستجابة لأولى الإنذارات بشأن حالات الاضطهاد والجهل والعنصريّة وكراهية الأجانب. ودعت الدول إلى التصدي، على وجه السرعة، لتهميش الأفراد المنتمين إلى مجموعات معينة واستبعادهم من عملية صنع القرار السياسي والاقتصادي. واعتبرت بيلاي -في رسالة وزعها مكتب الأممالمتحدة في بيروت أمس الثلاثاء- أنّ العلاقة بين العنصرية والصراع هي علاقة عميقة ومتجذّرة، فقد أظهرت عدّة دراسات أن أحد أول مؤشرات العنف المحتمل هو التجاهل المستمر لحقوق الأقليات. ولفتت إلى استطلاع أجرته إحدى المنظمات الدولية غير الحكومية، أفاد بأن أكثر من 55% من الصراعات العنيفة بين عامي 2007 و2009 كانت نتيجة انتهاك حقوق الأقليات أو التوترات بين الطوائف. وقالت بيلاي من الواضح أنّ منع نشوب مثل هذه الصراعات هو أفضل بكثير من محاولات إخماد الحريق والشروع بإجراءات المصالحة الصعبة وإعادة البناء والعدالة بعد ذلك، ناهيك عن التكلفة البشرية والاجتماعية. إلا أنها أضافت أن المشكلة تكمن في تجاهل الإنذارات المبكرة في معظم الأحيان، فلا تصدر ردّات فعل من المجتمع الوطني والدولي إلا في وقت متأخّر، عندما تبدأ مؤشرات الصراع بالظهور.