يواجه المالي أخطر أزمة في تاريخه تهدد بتقسيمه نهائيا بعدما سيطر متمردو قبيلة الأزواد من الطوارق على أهم مدينة في شمال المالي كيدال و في الوقت الذي تزداد الضغوط الدولية على الانقلابيين في باماكو. حيث ذكرت مصادر إعلامية أن مجموعة عناصر دين بمساندة الحركة الوطنية من أجل التحرير الأزواد، تمكنت من السيطرة على المدينة الإستراتيجية كيدال 1000 كلم شمال شرق العاصمة باماكو صباح أمس الجمعة بعد 48 ساعة من المعارك مع الجيش المالي و دخل المتمردون في قافلة سيارات رباعية الدفع على مدينة كيدال، حيث تم نهب مقر الجيش هناك و المقرات الرسمية فيما احتجز المسؤول الحكومي لكيدال رفقة 6 من معاونيه. من جهته، أعلن الجيش المالي تراجعه من منطقتي "آسونغو" و "بورم" و تجمع في منطقة "غاو" على بعد 350 كلم جنوب غرب حيث توجد قيادة الأركان. و لم يتم الإعلان عن أية حصيلة حتى الآن إلا أن حركة الأزواد بسيطرتها على مدينة كيدال تحكم قبضتها بذلك على كامل شمال المالي. يأتي هذا النبأ في الوقت الذي أمهلت فيه المجموعة الإقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس) قادة الانقلاب في إلى غاية الاثنين للتخلي عن السلطة او مواجهة عقوبات عليهم. ونقلت تقارير اخبارية عن قادة المجموعة التي تتخذ من أبوجا مقرا لها خلال اجتماع عقدوه في ابيدجان عاصمة كوت ديفوار قولهم ان بلادهم ستغلق الحدود مع مالي وستصادر ارصدتها اذا لم يتخل العسكر عن السلطة ويعيدوا نظام الرئيس المخلوع امادو توماني توري. وكانت المجموعة قد حذرت في بيان وقعه رئيس مفوضية (أيكواس) ديزير اودراجوا منذ ايام من أن دول المجموعة لن تسمح بالعودة الى العنف في مالي العضو في (إيكواس) , وخاصة ان الانقلاب تزامن مع الجهود الهادفة الي إعادة الهدوء والاستقرار في مالي. وقال البيان "ان المجموعة تود ان تذكر العسكر الذين قاموا بالانقلاب بتحمل المسؤولية بناءا علي دستور البلاد وتحذر في الوقت نفسه من اي محاولة للاستمرار في السلطة بطريقة غير شرعية."