وأخيرا، وبعد طول إنتظار منذ سنوات.. حظيت ولاية تيارت، بأكبر مشروع، قد يوصف بمشروع القرن، مصفاة تكرير البترول، والتي ستكون أكبر بمرتين من مصفاة أرزيو، ومنذ الثمانينات، كان هذا المشروع الهام حبيس الأدراج، ولأسباب قد توصف بالتقنية، إلاّ أن المواطن والقاطن بتيارت، ومنذ أيام، قد تنفس الصعداء، بعد أن انتشر الخبر، خاصة وسط الشباب الذين إنتظروا طويلا لتجسيد مشروع مصفاة البترول، فبعد أشهر قلائل، قد _أعلن وزيرالطاقة في جلسة مساءلة بالبرلمان عن إنشاء مصفاة للبترول بولاية تيارت، وتحققت الوعود فعلا، ولم يبق الآن إلاّ الشروع فيه، وهذا بعد ما تم إختيار الأرضية المناسبة بعد دراسة جيوتقنية والتي تكفلت بها مكاتب الدراسات المختصة في هذا المجال. * 4إطارات من سوناطارك يعاينون الموقع وقام أربعة إطارات من مديرية سوناطراك، بزيارة الموقع والتقرب منه، ووقع الإختيار على أرضية تتوسط تيارت والسوڤر وبوشقيف المعروفة بسيدي العابد، على مساحة إجمالية تقدر ب 10400 هكتار والتي سيتم إنجاز مصفاة تكرير البترول، وبعد المعاينة الأولية لإطارات سوناطراك، تم الموافقة على الموقع، والذي يعد موقعا إستراتيجيا حيث سيسهل أكثرحركة تنقل المركبات، من الشمال أو الجنوب الكبير. وبالمقابل، فقد باشرت مصالح الولاية بالتفاوض مع مالكي الأراضي من الفلاحين وكيفية التوصل إلى تعويضات مالية مناسبة، ففي البداية، وكشهر أول سيتم إستغلال 300 هكتار كمرحلة أولى، وهذا بالنظر إلى أهمية المشروع وكبر المساحة، لكن الظروف مهيأة ومنها القانونية لضمان الشروع في إنجاز المصفاة البترولية. ومن جهة أخرى، سيتم تدعيم المصفاة في مرحلتها الأولى، ب 5 آلاف متر من سد دحموني لتدعمها بعد ذلك ولاية مستغانم بالمياه اللازمة من محطة تحلية الماء. وقد حددت سونطراك رزنامة زمنية محددة للإنطلاق في الأشغال حيث ستكون نهاية صائفة هذا العام، مما قد سيوفر منصاب شغل غير مباشرة من المهندسين والعمال، والإطعام والنقل، والإيواء، مما سيسمح أيضا بتوفير 1500منصب شغل عمل دائم، هذا بعد أن تباشر المصفاة عملها مباشرة، الأمر الذي سيسمح بإمتصاص البطالة وإدماج حاملي الشهادات العلمية حسب إختصاصاتهم المختلفة، الشيء الذي سيجعل ولاية تيارت مستقبلا قطبا إقتصاديا بعد عاصمة الغرب الجزائري وهران. ستنطلق أو ستباشر المصفاة عملها، لتكون في البداية طاقة إنتاجها بحوالي 15 ألف طن، لتصل إلى 5 ملايين طن سنويا، وهو ضعف بإمتصاص أرزيو، فهي بذلك، تتجاوز أكثر الطاقة الإنتاجية، لتكون منافسة لمصفاة أرزيو، مما قد سيخلق إنتعاشا إقتصاديا بالولاية، خاصة من الميزانية والدخل السنوي لها أيضا ويتم حاليا، إقتناء مكاتب الدراسات والمؤسسات التي ستشرف على إنجاز هذا المشروع الذي حظيت به تيارت بعد أن تمت المصادقة عليه من قبل الوزير الأول أحمد أويحيى. وبهذا المشروع الضخم، الذي كلف الكثير خاصة وأن والي تيارت بوسماحة محمد، قد تابع الملف، من خلال إتصالات مكثفة مع مسؤولي الحكومة، ومؤسسة سونطراك، لتقطع الآن الإشاعات والشكوك حول إمكانية عدم تحصل ولاية تيارت على هذا المشروع والظفر به والذي روج لها مؤخرا وسط الشارع التيارتي، ليبقى الآن فقط البحث في الأمور التقنية والإنطلاقة الفعلية لمصفاة تكرير البترول لولاية تيارت، وقد وصفه بعض المسؤولون مما تحدثنا إليهم أنه فعلا مشروع جاء في الوقت المناسب، فكل الظروف مهيأة بالفعل، كي تكون تيارت رائدة في إنتاج مواد بترولية تدعم السوق الوطنية والدولية.