في ميونيخ افتتح معرض كبير للوحات النساء في رسومات ثلاثة من اشهر الفنانين في القرن الماضي، الذين احتلت النساء جزءً كبيراً في رسوماتهم وهم بابلو بيكاسو، وماكس بيكمان،وويليم دي كوننج. قد لا يعرف الكثيرون منا أسماء نساء هؤلاء الرسامين الذين ابدعوا بريشتهم تصويرهن في لوحات أصبحت من أشهر لوحات العالم، حيث كانت النساء وراء الإلهام والإبداع في تفوقهم في عالم الرسم والنحت، في صالات المعرض وبين أكثر من 70 لوحة نجد هناك العديد من لوحات النساء اللواتي رسمتهن ريشة هؤلاء الرسامين المميزين، هناك علي سبيل المثال" مينا "زوجة ماكس بيكمان و"أولجا" زوجة بيكاسو وغيرهن من النساء. تبدو ريشة "دي كوننج "هي الأكثر تجريداً وأكثر شباباً من الآخرين فرسوماته تنهج نهجا مختلفاً عنهما تجلي في كثير من لوحاته حيث ينتهج واقع التجريد والتعبير الذي لايمكن وصفه في كلمات، وهو اسلوب لم يسبقه فيه أي فنان آخر مما يجعل كوننج فريد ومتميز بل هو أيضاً متميز في ألوانه، فهو شغوف باللونين الأصفر والأرجواني، ويطلق عليه نقاد الفن تسمية الرجل الغامض وهي تسمية صحيحة الي حد كبير،لكنه يتفق مع زميليه الآخرين في شغفه برسم أجساد النساء بصورة اساسية، وله رسم مشهور عن الفنانة مارلين مونرو وفيها يظهر رغبته العارمة في الإهتمام بتفاصيل رسم أجساد الجميلات. من أشهر لوحات الفنان "دى كوننج " هي السلسلة المعروفة بلوحات النساء المسلسلة من 1 الى 5 والتي اشتهرت في الأوساط العالمية شهرة كبيرة، ويطلق عليها النقاد تسمية الألهه السوداء وهي لوحات تصنف علي انها من اروع الرسومات العالمية فبعضها يدخل ضمن تصنيف اغلي خمسين لوحة في العالم، تحديدا هي لوحة المرأة رقم 3 التي وصل سعرها الي 137 مليون دولار. أما الفنان ماكس بيكمان الذي ولد في عام 1884م في مدينة لايبزيج الألمانية فقد تأثر بالإتجاه الانطباعي الذي ساد أوروبا في تلك الآونة واندمج في ذلك التيار الفني الجديد وجاءت لوحاته تعتمد الطابع التأثيري ،غير أنه لم يكن ينظر إلى اللوحة أو العمل الفني من زاوية واحدة. وهذا راجع لتغير ميزاجه الشخصي ففي بعض رسوماته يتضح أكثر فأكثر أنه يرى مكانا ويرسم مكان آخر. تظهر في لوحاته وحشية الخطوط وقوة ضربات الفرشاة، وظل طوال حياته الفنية مهتماً برسم الأعمال الجميلة التي فيها قوة وتركيز. ليس هناك من أهتم بالنساء في رسوماته مثل بيكاسو، فنساء بيكاسو كن كثيرات، أمثال إيفا، أولجا، ماري تيريز، دورامار، فرانسواز، جنيفياف، و جاكلين. لكنه تزوج اثنتين فقط هما أولجا وجاكلين. وهناك اثنتين انتحرتا وهما ماري تيريز وجاكلين حزناً وكمداً على غيابه عنهن. ووفق كتاب «نساء بيكاسو» للمؤلف جوزف أبي ضاهر، فإن بيكاسو دفع اثنتين من عشاقة الي الجنون وهن أولجا ودورامار أما إيفا فقد ماتت قبل أن يملها ويتركها، أو تتركه. وحدها فرانسواز، كانت أكبر من بيكاسو هجرته وسط استهجانه وغضبه وقوله الممتلئ بالغرور: «لا تستطيع امرأة ان تهجرني.. أنا أقرر هجرها» لكن فرانسواز هجرته وتركت في ريشته جراحاً عميقة حاول أن يضمدها برسومه الصارخة، والغرائبية، والمحتجة والمستغيثة. وفق الكتاب أيضاً فقد كانت جاكلين روك، آخر العنقود. كانت زوجة حقيقية تتمتع بجمال وأنوثة وبساطة وقدرة على تحريك مخيلة بيكاسو ودفعه إلى المزيد من الخلق والإبداع. وقفت جاكلين روك أمام بابلو موديلاً باهراً، قبل ان تصير زوجته الثانية إلى الأبد سنة 1961. ومزج بيكاسو صورة جاكلين مع كل المواد، صبغ وجهها بكل الألوان، وتباهى بإبراز حبه لها من دون خجل. وتكرر وجه جاكلين في أعماله، وجه المرأة الموحية، والمرأة التي يخاف منها، والمرأة التي يخاف عليها. في لوحات الفنانين الثلاثة تظهر ريشتهم قوة المرأة وثقتها في النفس وهي قوة واضحة تبدو من خلال الرسومات. فهم قد رضخوا لآنوثة المرأة ولم يظهر في لوحاتهم اي تمييز أو أهانة لها، وكما جاء في التعريف في كتالوج المعرض "ان قوة المرأة في رسوماتهم هي ليست قوة امرأة الآمازون...لكنها قوة الثقة في ال رغم ان بعض اللوحات تحتوي علي نساء تبكي، الا أن هذا لم يخل بقوة المرأة عندهم. بعض اللوحات كانت تبدو غامضة وغير مفهومة ففي لوحة القبلة لبيكاسو نجده يرسم قبلة امرأة تعرضت للأغتصاب وهذا أمر غامض وغير مفهوم،كذلك نجد لوحة لبيكمان تظهر فيها امراة ترتدي ملابس خفيفة ممددة علي الأرض.. واللوحة تظهر العلاقة بين العنف الجسدي والإثارة حيث يظهر أن المراة كانت تكافح ضد الإغتصاب الجنسي ،وهذا يضفي شئ من الغموض الذي لم لم يفهم القصد منه في رسومات هؤلاء الفنانين.