أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن اعتقاده بأن 250 مراقبا غير كاف لمراقبة الأوضاع في سوريا بينما دعا وزير الخارجية الفرنسي ىلان جوبيه إلى موقف دولي صلب تجاه ما سماه المناورات السورية لتجنب آثار العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها. وقال كيمون في كلمة في لوكسيمبورغ إن وقف إطلاق النار تتم مراقبته بصورة عامة على الرغم من أنه لا يزال هناك قدر من العنف، لكنه أضاف أن عدد 250 مراقبا لن يكون كافيا نظرا للوضع الحالي وإتساع البلاد. وأضاف أن الأممالمتحدة طلبت من الاتحاد الأوروبي إرسال مروحيات وطائرات لمساعدة المراقبين على التحرك من منطقة إلى أخرى. وليس من المعلوم ما إذا كانت الحكومة السورية ستوافق على نشر طائرات والمزيد من المراقبين. وكانت طلائع بعثة المراقبين، التي يقودها عقيد مغربي الجنسية، قد وصلت سوريا الأحد وباشرت أعمالها صباح الاثنين وسط إتفاق هش لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة السورية. مناورات مكشوفة : وفي تلك الاثناء، دعا وزير الخارجية الفرنسي إلى موقف دولي صلب في مواجهة ما اعتبره محاولات سورية لتجنب آثار العقوبات الاقتصادية. وقال جوبيه إن مجموعة العقوبات الدولية التي استهدفت الحكومة السورية قد استنزفت نصف احتياطياتها المالية وأن دمشق تحاول جاهدة تجنب آثار تلك العقوبات. وجاءت دعوة جوبيه للوقوف في وجه ما وصفه بالمناورات السورية خلال افتتاح لقاء لمجموعة (أصدقاء سوريا) في باريس. وتضم المجموعة، التي تهدف إلى تشديد العقوبات على دمشق، أكثر من 50 دولة عربية وغربية. ولا يعرف على وجه التحديد قيمة الاحتياطيات المالية السورية، لكن يعتقد أنها حوالي 17 مليار دولار. ولم يحدد جوبيه قيمة الاحتياطيات السورية التي تأثرت بتلك العقوبات، لكنه قال إن معلوماتنا تشير إلى أن نصفها قد تأثر. ويلتقي دبلوماسيون ومسؤولون ماليون من الدول العربية والغربية ودول أخرى في باريس لتنسيق الإجراءات العقابية التي سيفرضونها على دمشق. وتشارك الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي من بين الجهات التي ترغب في تشديد العقوبات على دمشق، لكن تغيب عن لقاء باريس دولتان جارتان سوريا هما لبنان والعراق. خروقات متواصلة : وعلى الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان -استنادا على تقارير من ناشطين وعارضين- إن شخصين على الأقل قتلا وعشرات آخرين جرحوا في قصف شنته القوات الحكومية التي تحاول السيطرة على بلدة بصرى الحرير في محافظة درعا الجنوبية. ويقول ناشطون سوريون إن بصرى الحرير صارت معقلا حصينا لقوات المعارضة. وفي محافظة أدلب شمالي البلاد، أطلقت القوات الحكومية قذائف الهاون وفتحت نيران اسلحتها الرشاشة على قريتين مما أدى إلى مقتل ثلاثة اشخاص، حسبما ذكر المرصد. كما ذكر المرصد أن القوات الحكومية قصفت كذلك منطقتي الخالدية والبيداء في مدينة حمص وسط البلاد. ويقول مراقبون إن الحكومة السورية، التي وافقت على خطة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان، لم تف بمطلب أساسي فيها وهو سحب الدبابات والأسلحة الثقيلة من المناطق السكنية. ومن جانبها قالت سوزان رايس مبعوثة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة إن الحقائق على الأرض ربما تؤدي إلى تعطيل خطة عنان. وقالت رايس إذا استمر العنف ولم يتواصل وقف إطلاق النار، فإن هذا سيستدعي تساؤلا بشأن الحكمة والجدوى من إرسال بعثة مراقبة كاملة. وتهدف خطة عنان إلى التوصل إلى حل للأزمة السياسية المستمرة منذ 13 شهرا في سوريا.