حققت هيئة الصحافة الجزائرية مكاسب هامة في ميدان الصحافة الإعلامية، حيث كانت الرائدة في التعبير التعددي الذي كرس الديمقراطية في الجزائر، وأوضحت بذلك التجربة الصحفية نموذجا للعديد من البلدان العربية التواقة إلى تجذير حرية الصحافة، وتكريسها داخل المجتمع، طبعا مع تحديد الضوابط للممارسة المهنية، ومرت الصحافة الجزائرية بعدة مراحل وتميزت كل منها بخصوصيات، إلا أن أهم مرحلة هي التي نعيشها اليوم بفعل إصدار قانون ، الإعلام الجديد الذي جاء بعدة أحكام تصب كلها في التأسيس لعهد جديدو خصوصا رفع التجريم عن الجنحة الصحفية التي كانت أهم هاجس يؤرق أهل الميدان، كما أن تأسيس سلطة ضبط الصحافة المكتوبة، وهو جديد آخر ينضاف إلي السجل الإعلامي من شأنه تنظيم الحقل الإعلامي خصوصا وأنها ستكون متكونة من رجال الإعلام الذين هم أدرى بهموهم وطموحاتهم ، كما أن إنشاء هيئة عليا لأخلاقيات المهنة، جاءت لتحل محل الهيئة السابقة لتزيل بعض التراكمات المترسبة في الممارسة الصحفية، حتى لا تكون حرية التعبير مطية لركوب أهوال القذف والتجريح في شرف وإعتبار الأشخاص، علما أن الصحافة في اسمى معانيها هي خدمة القضايا الحقيقية للمجتمع، ومن هنا، فإن الصحافة تدعمت بمكاسب نوعية ستكون لا محالة جسرا هاما لنقلة مستقبلية واعدة، حتى وإن كانت هناك بعض المشاكل في الميدان لكن ستجد طريقها نحو الحل لا محالة ، وقد أكد وزير الإتصال ناصر مهل، أن صحفيي القطاع العام سيستفيدون من زيادات في الأجور، تكون بمثابة الإنطلاقة المؤثرة في مسارهم المهني، خصوصا مع اعداد الإتفاقيات القطاعية مما سيؤطر الخدمات العمومية ولا سيما وأن وزير الإتصال قد أبرز في عديد المناسبات أنه لا يعقل أن يعيش الصحفي فقيرا وهو من إطارات الأمة. إذن، فالوعود بدأت تتجسد، والزيادة ب 40 دج في النقطة الإستدلالية، والإجتماع الأخير المنعقد بمقر وزارة الإتصال ،بمعية المسؤول الأول والأمين العام للمركزية النقابية ومسؤولي مختلف أجهزة الإعلام العمومية، كلها مؤشرات على أن المهنة من الجانب المادي والإجتماعي ستعزز، ولعل هذه أفضل هدية في العيد العالمي للصحافة، وإذا أحبنا الحديث عن المكاسب فهي أتت من نضال مستمر أهل المهنة، مع وجود إرادة سياسية بالوصول للصحافة إلى أعلى المراتب، فمع بروز الصحافة الالكترونية والمواقع الاجتماعية للتواصل، أضحت الصحافة من الضروريات الحياتية، ليس فقط كوسيلة للتعبير بل لمجابهة التيارات العولمية والتي عادت ما تحمل معها أفكارا هدامة، وتنفث سموما خفية في كيانات المجتمع وهكذا وجب الاعداد لصحافة ذكية تدافع عن المصالح العليا للأمة والوطن والمواطن في عالم أصبح قرية صغيرة بسبب تنامي وسائل الاتصال، وانتشار الفضائيات كالفطريات، وتعقيدات الأقمار الصناعية الاتصالاتية، واختلاط الأمور بمسائل سياسية أخرى دولية، تلعب فيها الصحافة دورا حساسا وموجها أحيانا كثيرة للقرار الدولي. أما اليوم فمع وجود صحف جزائرية كثيرة، ودخول التعددية الاعلامية شأواً هاما من التطور، وجب التأكيد على مواصلة المسار عبر تجنيد الشعب، للتسلح بالإيمان والعلم والعمل والالتفاف نحو الوطن، الذي لا مستقبل للصحافة إلا في أحضانه، لأنه في حاجة لكل قلم مسؤول، يكتب ويعي الاهتمامات الاجتماعية والاقتصادية وصدق من قال أن الصحافة هي المرآة العاكسة للمجتمع، وترجمان أفكاره، والمرمى في كرة المهنيين اليوم ليؤكدوا مرة أخرى تشبتهم بالمبادىء السامية والأهداف النبيلة للمهنة.