قالت مصادر إن القوات اللبنانية انتشرت في مدينة طرابلس هذا الأحد بعد مقتل 15 في اشتباكات بين أنصار ومعارضي الرئيس السوري بشار الأسد في أكثر المواجهات دموية التي يشهدها لبنان منذ اندلاع الانتفاضة السورية. وقال سكان إن الهدوء النسبي عاد إلى المدينة منذ انتشار الجنود بها الساعة السابعة صباحا تقريبا (0400 بتوقيت جرينتش) بعد أن تبادل مسلحون نيران المدافع الرشاشة وإطلاق القذائف الصاروخية. وتوفي شخصان أصيبا خلال القتال هذا الأحد مما يرفع عدد قتلي الاشتباكات التي وقعت السبت إلى 15 قتيلا. ولا يزال بالإمكان سماع أصوات إطلاق النيران بين الحين والآخر لكن بوتيرة أقل عن ذي قبل. وأمر رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وساسة آخرون في طرابلس قوات الأمن السبت باستخدام "قبضة حديدية" لإخماد العنف. وقسمت الاحتجاجات التي يقودها السنة بصفة أساسية ضد الأسد طرابلس حيث اشتبكت مجموعة صغيرة من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد عدة مرات مع الأغلبية السنية التي تدعم الانتفاضة. وخاض مسلحون من منطقة جبل محسن معقل السكان العلويين في طرابلس اشتباكات متقطعة خلال الأسابيع القليلة الماضية مع مقاتلين سنة في منطقة باب التبانة. واندلعت أحدث اشتباكات بعد منتصف ليل الجمعة واستمرت السبت حتى انتشر الجيش. وكانت حصيلة القتلى هي الأكبر في هذا واحد في طرابلس مما يعكس التهديد المتزايد للاستقرار في لبنان جراء التوترات في سوريا. وخاض مقاتلون سنة معارك في شوارع العاصمة بيروت وأدى اختطاف 11 لبنانيا شيعيا في سوريا الشهر الماضي إلى تصاعد حدة التوترات. وقال سكان إن من بين القتلى الذين سقطوا في طرابلس مدنيون حوصروا في تبادل إطلاق النار وإن جنديا لبنانيا كان ضمن 12 أصيبوا بينهم عشرة على الأقل في حالة خطيرة. وهناك مشكلات قديمة ليس لها علاقة بالصراع في سوريا لكن الانتفاضة التي يقودها السنة ضد الأسد عمقت الشقاق بين سكان لبنان الذين ينتمون إلى طوائف مختلفة لاسيما في طرابلس التي تقع على بعد 70 كيلومترا إلى الشمال من بيروت.