دعا البابا بنديكتوس السادس عشر الأحد في كلمته خلال القداس الاحتفالي على الواجهة البحرية لبيروت الى اعطاء الشرق الاوسط خداما للسلام. وقال البابا "اصلي خصوصا الى الرب لاعطاء هذه المنطقة في الشرق الاوسط خداما للسلام والمصالحة ليتمكن الجميع من العيش بسلام وبكرامة". يتوج البابا بنديكتوس السادس عشر الاحد زيارته الى لبنان بقداس احتفالي يحييه عند الواجهة البحرية لبيروت بحضور عشرات الاف الاشخاص قدموا للاستماع الى رسالة السلام التي يحملها للبنانيين ولكل الشرق الاوسط. ومنذ الصباح الباكر وتحت شمس حارقة، حضر الاف الاشخاص للمشاركة في القداس واستقبال البابا الذي شق طريقه بالسيارة الخاصة "بابا-موبيلي" بين الحشود. ومن المرتقب ان يبدا القداس الاحتفالي حوالى الساعة العاشرة (7,00 تغ). ونصب مسرح كبير على شكل ارزة وزرعت عليه اشجار الارز التي هي رمز لبنان والزيتون التي هي رمز السلام، كما افادت وكالة فرانس برس. وستخدم القداس جوقة ضخمة مشتركة من عدة جوقات من الكنائس الكاثوليكية. وتقول ماريانا روكز (15 سنة) التي لفت رأسها بعصبة كتب عليها بالعربية والفرنسية "لانك آت، حسب الوعد"، انها "اتت لانه وعد بالمجيء، وكان على الوعد". وتضيف "نحن نريد ان نعده بان نكون مستقبل الكنيسة، سنبقى على محبتنا للسيد المسيح". من جانبها، تقول عايدة ابراهيم الشدياق انها جاءت من الصباح الباكر مع ابناء رعيتها "ليتقدسوا ويتباركوا من البابا" مضيفة "اطلب من الله ان يقويه لكي يبقى على موقفه، كل شيء يصدر منه جميل". وتضيف ان ابنتها غادرت الى المهجر في بادىء الامر لفترة قصيرة لكنها لا تزال في المهجر قائلة "ان رسالته الى اللبنانيين موضع ترحيب وكلامه جوهري". واحيطت واجهة بيروت البحرية باجراءات امنية مشددة جدا حيث سجل تواجد كثيف لعناصر الامن. وحضر وفد كهنة واساقفة من الاراضي المقدسة. كما حضرت جالية كبيرة من العمال الاجانب للمشاركة في القدس الاحتفالي. وفي اليوم الثالث والاخير لزيارته لبنان وبعد القداس الاحتفالي يعقد البابا بعد الظهر اجتماعا مسكونيا مع رؤساء الطوائف المسيحية غير الكاثوليكية. وبعد ذلك يغادر بيروت مساء عائدا الى روما ويقام له وداع رسمي في المطار. وكان البابا دعا السبت في اليوم الثاني لزيارته لبنان وبعد لقائه المسؤولين السياسيين والدينيين في القصر الجمهوري في بعبدا، الى صنع السلام مشددا على ضرورة التسامح "ونبذ الانتقام" و"الاعتراف بالاخطاء". وفي لقاء حاشد مع الشبيبة بعد ظهر السبت دعا البابا شباب لبنان الى عدم الهجرة، مؤكدا انه يدرك الصعوبات التي يعانون منها من "نقص الاستقرار والامن وصعوبات الحصول على عمل والشعور بالوحدة او التهميش". وحيا ايضا "شجاعة الشباب السوري"، مبديا تعاطفه مع احزان السوريين. وقال امام اكثر من 15 الف شاب وشابة تتراوح اعمارهم بين 17 و30 عاما تجمعوا في باحات مقر البطريركية المارونية في بكركي شمال بيروت "علمت ان بينكم شبابا قدموا من سوريا. اريد ان اقول لهم كم انا معجب بشجاعتهم". وتابع متوجها الى السوريين "قولوا لعائلاتكم واصدقائكم ان البابا لا ينساكم. قولوا ان البابا حزين بسبب آلامكم واحزانكم. انه لا ينسى سوريا في صلواته واهتماماته. لا ينسى الشرق اوسطيين الذين يعانون". وسيسلم البابا الاحد الارشاد الرسولي الذي وقعه مساء الجمعة في كنيسة القديس بولس في حريصا (شمال بيروت) الى كل اساقفة المنطقة خلال القداس الاحتفالي. والارشاد الرسولي الذي يتوجه به البابا لحوالى 15 مليون مسيحي في الشرق الاوسط يعتبر خارطة طريق للحفاظ على التعددية الدينية والثقافية في مجتمعاتهم وحثهم على البقاء في مهد المسيحية رغم كل الصعوبات. وقد دعا فيه المسيحيين والمسلمين واليهود الى "استئصال الاصولية الدينية"، في وقت تشهد المنطقة اضطرابات واحتجاجات على فيلم مسيء للاسلام انتج في الولاياتالمتحدة. وكتب البابا في الارشاد الرسولي الذي يعتبر الهدف الاول لزيارته "اوجه دعوة ملحة الى كل المسؤولين الدينيين اليهود والمسيحيين والمسلمين في المنطقة لكي يسعوا، بالمثال والتعليم، الى بذل كل الجهود لاستئصال هذا التهديد الذي يطال بدون تفرقة وبشكل قاتل المؤمنين من كل الاديان". والارشاد هو ثمرة اعمال السينودوس من اجل الشرق الاوسط الذي عقد في روما في 2010