أقلعت مساء يوم الأربعاء أول رحلة للحجاج الميامين من مطار الرئيس الراحل أحمد بن بلة بوهران بإتجاه البقاع المقدسة بالمملكة العربية السعودية على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية... هذه الرحلة التي ضمت 255 حاج وحاجة من مختلف الولاياتالغربية للوطن جرت في ظروف مريحة ومؤثرة، حيث صوت زغاريد النسوة وبكاء الأبناء والبنات على فراق آبائهم وأمهاتهم الذين سيؤدون مناسك الحج بهذه الأرض الطاهرة، بل حتى تصوير الحجاج الذين كانوا وقتها يشعون بنور رباني وهاج بكاميرات الفيديو والهواتف النقالة، هكذا وجدنا الأجواء ونحن نغطي فرحة الجميع بهذه اللحظة التي تستبق سفرية ضيوف الرحمان الى الكعبة المشرفة وركوبهم الطائرة التي جندت لنقلهم الى جدة، حيث كانت حظيرة السيارات لمطار أحمد بن بلة الدولي مليئة بل وتعج بالعائلات التي جاءت رفقة حجاجها الميامين كي توصلهم الى المطار فمنهم من أحضر معه مختلف أطباق الحلويات وآخرين إلتقطوا معهم صورا فوتوغرافية تذكارية، بل ووقفنا على مشهد جميل ومؤثر لأحد الحجاج الذي جاء في موكب طويل من السيارات والدراجات النارية، حتى حسبناه عريسا جاء ليأخذ عروسته الى بيته وعشه الزوجي الهنيء والمريح وبمجرد وصوله الى داخل حظيرة السيارات حتى بدأت الزغاريد ودموع الفرح تنهمر على هذا الضيف العزيز على رب الرحمة المغفرة المهداة، هكذا وجدنا الأجواء كلها فرحة وراحة بال، بل أن العديد من حاجاتنا المباركات لم تنس أن تجلب معهن الرايات الوطنية، حتى تؤكد مدى تشبثهن بالبلد والوطن العزيز المظفر. * تنظيم محكم وتجند تام لاحظنا ونحن نغطي سفرية حجاجنا الميامين الى البقاع المقدسة تنظيما محكما وتجنيدا تاما لأفراد شرطة الحدود والجمارك الوطنيتين، حيث أنهم لم يذخروا جهدا كي يسهلوا على ضيوف الرحمان سفريتهم الشاقة من وهران الى مطار جدة الدولي، فالكل كان مجندا والكل كان في خدمتهم، حيث وجدنا العديد من أفراد شرطة الحدود وهم يستمعون وينصتون الى إنشغالات الحجاج ولا سيما المسنين منهم، بل وأن البعض من هؤلاء قام بحمل حقائبهم وإدخالها الى باحة المطار، حيث يوجد أفراد المراقبة الطبية لملء إستمارات المعلومات، وهو الأمر الذي إرتاح له ضيوف الرحمان الذين كانوا بالفعل عرسانا يجب خدمتهم ومساعدتهم وتقديم كل ما يحتاجونه من طلبات ولما دخلنا الى المطار، لاحظنا وجود العديد من أعوان الرقابة الطبية وهم مجندين لخدمة ضيوف الرحمان، حيث أنهم لم يبخلوا عليهم بالإرشادات والنصائح الطبية التي تمكنهم من تجنب الوقوع في الأمراض ومختلف الإصابات التي عادة ما تقع أثناء أداء فريضة الحج، كما سلموا بعض الكتيبات التي تحتوي على معلومات طبية ينبغي على الحجاج إتباعها طيلة تواجدهم بالبقاع المقدسة وهو ما إرتاح له هؤلاء الناسكين، * بوضياف الى جانب ضيوف الر حمان بعدها توجهنا الى قاعة الإنتظار، ووجدنا حينها العديد من المسؤولين التنفيذيين بالولاية وعلى رأسهم والي ولاية وهران السيد عبد المالك بوضياف الذي جاء هو الآخر للوقوف على ظروف إستقبال ضيوف الرحمان ومدى تطبيق الإجراءات الخاصة بضرورة تسهيل عملية التكفل بهؤلاء الحجاج، وقد ألقى في البداية المدير الولائي للشؤون الدينية والأوقاف السيد حسين بلقوت كلمة ترحيبية على شرف هؤلاء الناسكين، دعاهم فيه الى الإكثار من الدعاء وتجنب الرفث والفسوق مشيرا الى أن فريضة الحج فريضة عظيمة وأنه يجب الإكثار من الذكر والتسبيح حتى يتقبل الله عزّ وجل مناسكهم الدينية، وبعدها تناول والي ولاية وهران السيد عبد المالك بوضياف الكلمة، أكد فيها بأن هؤلاء الحجاج هم في الحقيقة ضيوف الرحمان المتعطشين لرحمته ومغفرته الواسعتين وصرح في كلمته التي ألقاها على شرف ضيوف الرحمان بأنهم سفراء الجزائر في أرض التقوى والشعائر ودعاهم كذلك الى الإكثار من الدعاء ولا سيما للجزائر التي سخر مسؤولوها كافة الإمكانيات لإنجاح هذه الفريضة العظيمة ولا سيما الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أمر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بتوفير جميع المتطلبات اللازمة ضمانا لراحة حجاجنا الميامين وهو الأمر الذي أكده لنا العديد من هؤلاء الحجاج الذين باركوا هذا المسعى وأثنوا على التنظيم المحكم الذي طبع عملية تنقل ضيوف الرحمان الى البقاع. * إمام رفقة الحجيج سيصاحب الحجيج هذه المرة، إمام يتكفل بتوجيههم فيما يتعلق بمناسك الحج حسب ماذكره المدير الولائي للشؤون الدينية مضيفا أن كل الخدمات الضرورية ستكون متوفرة للحاج طيلة تواجده بالبقاع المقدسة، وفيما يخص الرعاية الطبية فقد إتخذت كذلك جميع الإجراءات الصحية اللازمة، كما أنه تم إيفاد معهم مجموعة من الأطباء والمرشدين والمؤطرين لتمكينهم من أداء فريضة الحج في ظرف جيدة ولائقة. * الهلال الأحمر في الموعد كما وجدنا كذلك بعض أفراد الهلال الأحمر الجزائريبوهران مجندين لإنجاح هذه الرحلة الأولى، حيث أكد لنا الأمين العام للهلال الأحمر السيد بهلولي أبو الفضل، بأنهم لم يدخروا أي جهة لخدمة ضيوف الرحمان وتوجيههم بمختلف النصائح والإرشادات التي يحتاجونها، كما قدمت لهم كذلك بعض الهدايا الرمزية وهو الأمر الذي أدخل الفرحة على هؤلاء الحجاج الذين سعدوا كثيرا بهذه المبادرة التي قام بها الهلال الأحمر بوهران. * 35 رحلة لنقل 10 آلاف حاج ومن جانب آخر، علمنا من مسؤول بمؤسسة تسيير خدمات مطار الرئيس الراحل أحمد بن بلة، بأنه تم برمجة 35 رحلة من مطار وهران 17 ستضمنها الخطوط الجوية الجزائرية و18 لشركة طيران سعودية لنقل حجاج 13 ولاية من غرب البلاد الى البقاع المقدسة، علما أن عددهم يقدر ب 10آلاف حاج وحاجة وأن هذه الرحلات قد تم ضبط مواعيد إقلاعها وستضمن نقل ضيوف الرحمان الذين أثنوا كثيرا على التنظيم الذي شهدته أول رحلة من وهران الى المدينةالمنورة، وقد أعربت السيدة (ل .ف) في السبعينات من عمرها عن سعادتها وفرحتها بهذا الحدث الذي ستؤديه لأول مرة في حياتها، ونفس الأمر بالنسبة للسيد (ع.ب) الذي وجدناه في قمة السعادة والغبطة، كيف لا ؟ وسيؤدي فريضة الحج بأطهر وأنقى الأماكن على وجه هذه البسيطة.