مؤسسة «الأمير تطالب بيوم وطني للمقاومة» طالب مسؤولو مؤسسة الأمير عبد القادر، مجدّدا بضرورة تحديد «يوم وطني للمقاومة الجزائرية» يقترحون أن يوافق 27 نوفمبر في ذكرى مبايعة الأمير تحت شجرة الدردارة بولاية معسكر. جاء هذا في المداخلات التي أعقبت المحاضرة التي ألقاها الرئيس الشرفي لمؤسسة الأمير عبد القادر، حفيد الأمير والدبلوماسي السابق، إدريس الجزائري، أول أمس بنزل الشيراطون بوهران، تحت عنوان «ما يمكن إستخلاصه من إرث الأمير» التي تطرّ ق فيها إلى خصال الرجل وبطولاته التي هزّت كيان فرنسَا الإستعمارية وزعزعت إستقرار جنرالاتها خلال فترة قيادة الأمير لجيوش المقاومة الجزائرية الباسلة. وقد تناول السيد إدريس الجزائري، جوانب هامّة في حياة الأمير العسكري والإنسان والدبلوماسي والعالم، وهي الحكم والمراحل التي قال يمكن أن نستعين بها للتخلص من متاهات الحُكم والتسيير، وقسّم المحاضر مداخلته إلى 5 أجزاء ودروس، حيث عرض في المحور الأول، دور الأمير في توحيد صفوف الوطن في مجابهة الغزاة الفرنسيين وهو ما يعكس الترابط الوثيق الذي كان آنذاك بين المقاومة والوحدة الوطنية وتطرق في الجزء الثاني إلى مغزى الإحتفال بالعيد الخمسين للإستقلال، حيث يرى الدكتور إدريس الجزائري ويصحّح بأنّ السّيادة الجزائرية إسترجعها الأمير في 21 نوفمبر إثر المبايعة الشهيرة التي تعمّمت عبر كلّ أرجاء الوطن وليس في مارس 1962 بعد مفاوضات إيفيان، ويرى أن تاريخ 5 جويلية هو تاريخ لإستقلال الجزائر. ودعا إدريس الجزائري في نقطته الثالثة إلى ضرورة تصحيح التاريخ الجزائري الذي «يقرأه الجزائريون بأعين فرنسية»، خاصة في الجانب الذي يخص وقف إطلاق النار، حيث يؤكّد المحاضر كما يفعل الكثير من المؤرخين الأحرار والغيّورين، بأنّ الأمير لم يستسلم للغزاة وإنّما أمضى معاهده لوقف إطلاق النار لم يمضيها الجانب الفرنسي لعدم توفّره على الختم وبالأدلة قدّم خطوات ومراحل الإتفاقية بدءا من معاهدة طنجة وقال آنذاك الأمير مقولته المشهورة «أطالب بضمان، لا أوقفُ دونه القتال».. وأضاف موضحا «أنّ من يستسلم يرفع يديه وهذا ما لم يفعله الأمير» وطالب بأن يقرأ الجزائريون تاريخهم بأعين جزائرية وليس بعيون الإستعمار». وتناول بالطرح والأدلة الدبلوماسي إدريس الجزائري، دور الأمير في سنّ قانون حماية الأسرى سنة 1843 م وكذا دوره الفاعل في الدفاع عن حقوق الإنسان لمّا تدخّل لنجدة الأمير، 12 ألف مسيحي من موت مؤكّد من أيادي المتطرفين بسوريا، وحدث هذا قبل الإعلان الرسمي عن إعلان حقوق الإنسان بسنة كاملة. ومن جهته أشاد الدكتور بوطالب شميل، رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر وحفيد الأمير، بالأمير كأب للمقاومة الجزائرية كما أجاد في تعريف الدبلوماسي أدريس الجزائري الذي هو كاتب أيضا. وقد تنوعّت المداخلات حول خصال ودور الأمير عبد القادر في المقاومة الجزائرية وتداول على ذلك عدد من الوجوه البارزة منها الجنرال بوشارب المعروف بكتاباته عن الثورة والأستاذ عمار طالبي من جمعية العلماء المسلمين، وكذا أسقف وهران وعدد من المهتمين بتاريخ الجزائر من محليين وأجانب.