مسؤولو الاندية يتحملون جزءا من المسؤولية في تدهور مستوى التكوين غياب الامكانيات المادية وراء تراجع الكرة السعيدية الصادة ذهبت ضحية انتداب لاعبين من خارج الولاية اكد نجم فريق جبهة تحرير الوطني و مولودية سعيدة سعيد عمارة ان الإستراتيجية المنتهجة من طرف "الفاف" غير سليمة لان الاعتماد على الكفاءات الاجنبية و تهميش الإطارات المحلية قضى على آمال و أحلام اللاعب الجزائري الذي لم يعد يحلم بتقمص الوان المنتخب سواء في الاصناف الصغرى او المنتخب الأول ، و أعاب شيخ المدربين بالجزائر عن الاحتراف المزعوم و الذي زاد من تدهور الكرة الجزائرية بصورة مباشرة ، حيث يرى فترة الاصلاح الرياضي التي شهدتها الرياضة الجزائرية في سنوات السبعينات و الثمانينات كانت هي المحطة الاولى لاحتراف الاندية الجزائرية و التي كانت انعكاساتها على تشريف الراية الوطنية بالمحافل الدولية ايجابية مستدلا بما فعله المنتخب الوطني في مونديال اسبانيا و المكسيك و تتويج الخضر بكاس امم افريقية التي احتضنتها الجزائر عام 1990 بكفاءة محلية ، كل هذا جاء في الحوار الذي أجرته الجمهورية مع عميد المدربين شيخ سعيد عمارة ندعوكم لمتابعته : * أولا كيف ترى واقع الكرة الجزائرية في الوقت الراهن ، وهل أنت راضي عن الاحتراف الموجود حاليا بعدما تحول 32 فريقا من هاوي الى شركات ذات اسهم بقدرة قادر ؟ - انت قلتها شركات بقدرة قادر و 32 فريقا دخلوا عالم الاحتراف بين ليلة و ضحاها هذا غير معقول ، و ماذا جنينا من هذا الاحتراف ؟ سوى الانحراف في طريقة تسير الاندية التي تتغذى على اعانات الدولة ، فهل هذا هو الاحتراف الذي نسعى اليه ، لا أظن ذلك ، فواقع الكرة الجزائرية متأزم و ارى ان الوضعية الحالية غير مطمئنة فمازلت هناك أشواط كبيرة ما بيننا و عالم الاحتراف . - يبدو انك غير راض أصلا عن السياسة المنتهجة من طرف "الفاف" بما أنكم ترون أننا مازلنا بعيدين كل البعد عن مصطلح اسمه الاحتراف ؟ * يا ابني انا لست ضد احد و لا اتهم او احمل مسؤولي الفيدرالية بما هو حاليا بالأندية الجزائرية ، لان الاحتراف ليس بإنشاء الشركات و اسهم و..و.. ، الاحتراف يجب ان يكون بالذهنيات و على المسير و المربي ان يكون قدوة للاعب أو التلميذ حتى يقتنع أنه فعلا دخل الاحتراف ، فنحن مازلنا نرى كوارث في الفئات الصغرى أشخاص ليس لهم اي علاقة مع كرة القدم و يشرفون على ابنائنا في جميع الاندية الجزائرية التي تدعي الاحتراف ، و المسير لا يعرف حتى كتابة تقرير او التحاور و يقول انه يملك نادي محترف او يسير شركة ذات اسهم التي اصلا لا توجد . * هل نستطيع القول ان الاحتراف المزعوم كسر او جعل الفرق الغربية تسبح في مستنقع النتائج السلبية و عدم تمكنها من إثبات تواجدها ضمن الفرق الكبيرة ، و ما سبب الرئيسي وراء تراجع مستوى هذه الاندية ؟ - هنا اسمح لي ان اتكلم عن الماضي القريب كما اشرت اليه ، الاحتراف ليس وليد اليوم ، و الرياضة الجزائرية بصفة عامة عاشت الاحتراف بمعناه الحقيقي في سنوات السبعينات و الثمانينات اثناء فرض الدولة على الشركات التكفل ماليا بالنوادي الجزائرية و التي اثنائها كان هناك تكوين في فترة ما كان يسمى بالإصلاح الرياضي ، و ذلك اثر قرار سياسي اصبحت جل الاندية تستفيد من اعانات الشركة و لم تكن هناك صراعات على كرسي الزعامة او اهداف شخصية من رؤساء الاندية التي كانت تسير من طرف مجلس ادارة ، هنا كان الاحتراف بمعنى الكلمة و ما تحمله من دلالات ، حيث عرفت بروز الكفاءة الجزائرية و لم يكن هناك دخلاء على الرياضة كما هو حاليا ، فمن كانت لديه الشهادة في المجال كان يتم توكيل له مجموعة من التلاميذ و على هذا الاساس كان هناك عمل جماعي مرتب و مهيكل ، مما تمخض عنه في المستقبل صناعة لاعبين موهوبين من مدارس كروية ، فالمولودية الوهرانية او الجمعية كانت تغلي بلاعبين لم نعد نرى مثلهم في الوقت الراهن . - لكنك لم تجبن عن السؤال المتمثل في السقوط الحر لفرق الغرب التي اعتاد بعضها على الاقسام الدنيا في صورة غالي معسكر ، ترجي مستغانم ، سريع غليزان و مولودية سعيدة مسقط راسك ؟ - هناك عاملين ، الأول متمثل في تخلى جل الفرق التي ذكرتها عن التكوين و اعتمادها على اي لاعب يسجل هدف او هدفين و يتم الاشهار به في الإعلام ، حيث غياب التكوين و الاعتماد على لاعبين من خارج المنطقة جعل هناك نوعا من الفوضى ، كثرت الانتدابات بأموال يعجز المناصر عن استعابها في المقابل جل هذه الفرق تعاني من غياب الامكانيات او مصادر مادية ، فسعيدة مثلا منطقة رعوية من اين تأتي بالمصادر المادية حتى تتمكن من ان تبرز تواجدها ضمن قسم النخبة ، و نفس الشيء ينطبق على سريع غليزان ، أما الغالية فهي حالة استثنائية لأنها لم تعتمد على مصادرها البشرية و عدم الاستقرار جعلها تبقى ضمن الاقسام السفلى ، فغياب التكوين جعل هذه الفرق تبحث عن العصافير نادرة ، و حتى يكون هناك تكوين يجب ان يكزن هناك دعم مادي من طرف رجال اعمال المنطقة . - هذا السبب الرئيسي الذي جعل استراتجية "الفاف" تتحول إلى ما وراء البحار و تستقدم لاعبين و مدربين خارج التراب الوطني ، فما تعليقكم ؟ * بالنسبة للاعبين فهذا يعود لغياب التكوين و الفدرالية لا تتحمل المسؤولية وحدها لأنها لا يمكنها ان تراقب كل الاندية الجزائرية فريق بفريق ، تفرض بعض القوانين انا معك لكنها لن يمكنها من اشهار سيف حجاج و قطع راس اي نادي ، كما أن العناصر التي تقنعهم بتمثيل الراية الوطنية هم جزائريين في الاصل ز لهم حقوق و لا يمكن لأي شخص حرمانهم منها ، و نحن نستفيد من مدارس تكوين اجنبية مثل ما تعمل به جل المنتخبات الافريقية ، إلا أني أعارض فكرة - إسناد العارضة الفنية لمدرب اجنبي يجهل عقلية اللاعب الجزائري و الظروف المحيطة به . صراحةً هل أنت لست راضيا عن عمل حاليلوزتش ؟ * لا لم اقل اني لست راضيا عن عمل هذا المدرب الذي اكن له التقدير و الاحترام ، و إنما أعارض تهميش الإطارات الوطنية بالصورة التي عليها اليوم ، فكيف نتجرأ على ابعاد مدربين مخضرمين انجبتهم الكرة الجزائرية و صرفت عليهم الدولة الملايير بمعاهدها حتى لا نستفيد من كفاءاتها ، الم نتأهل للمونديال اسبانيا و المكسيك و حتى جنوب افريقيا بمدرب محلي ؟ و هل ننتظر ان يأتينا مدربا أجنبيا حتى نتمكن من الوصول لأهدافنا ؟ هذا غير منطقي ، سبق و ان كانت لنا تجارب مع مدربين خريجي المدرسة الفرنسية و البلجيكية ولم تفلح طريقتهم لإعادة الخضر للواجهة ، و الكفاءة المحلية كفيلة بإعادة البريق للمنتخب الوطني الذي يحتاج لمدرب مرّ بجميع الظروف التي يواجهها اللاعب الجزائري ، صدقني نملك الموهبة و الارادة و يجب اعادة النظر في هذه النقطة فالتكوين كفيل بإعادة الاعتبار للمنتخبات الوطنية وليس بانتداب مدرب اجنبي على المجتمع الجزائري ، نملك كفاءات لكنها مهمشة لحاجة في نفس يعقوب . * حضرت جوبيلي اللاعب السابق لجمعية وهران بن محي الدين المدعو "ماحي" و قطعت مائتي كيلومتر رغم المرض و مشقة الطريق في وقت غابت فيه بعض الشخصيات التي تمثل رابطتي وهران الولائية و الغربية ، فهذه صورة عن تكريم الكفاءات المحلية ، فما تعليقك ؟ - " الغايب حجته معاه " لكنه كان من الاجدر حضور رئيس الرابطة الغربية بن سكران او غربال على الاقل لان حفل تكريم هذا اللاعب يعتبر في حد ذاته تشجيعه على خدمت الكرة على المستوى المحلي بتكوين شباب و صقل مواهبهم ، و أنا لن اتوانى في ان أكون في احدى حفلات تكريم لاعبين قدموا كل شيء من اجل امتاع الانصار اثناء شبابهم و هم حاليا يحتاجون لمن يتذكرهم على الاقل بحضور في مثل هذه المواعيد ، على اية حال قمت بالواجب و هذا هو المهم . * في الاخير نشكرك على تحملك لأسئلتنا التي نرى انها انهكتك ... - لا و بل بالعكس فتحتم لي نافذ لتوجيه رسالتي للأندية الغربية... كفاكم من اللهث وراء المصالح الشخصية و انتظار اعانات الدولة ، لان التكوين يحتاج لمصادر مادية كبيرة ، كما أريد أن أوجه كلامي للاعبين بالأصناف الصغرى بان يضاعفوا مجهوداتهم و لن ييأسوا للوصول الى احلامهم فكلهم قادرين على تمثيل المنتخب الوطني لكن ذلك بالعمل و الحلم نحو التألق حق مشروع .