مع وجود القليل من النجوم الكبار وفي ظل اعتدال الطموحات التي تصاحب المنتخب البرازيلي خلال مشاركته المنتظرة في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، يبدو أن الفريق بقيادة مديره الفني الحازم كارلوس دونجا سيتخلى عن "اللعب الجمالي" في هذه البطولة من أجل الفعالية والمنافسة بقوة على اللقب. وقد يتخلى راقصو السامبا عن علامتهم التجارية، اللعب الجمالي، أملا في مزيد من الفعالية لإحراز لقب كأس العالم للمرة السادسة في تاريخ بلادهم بعدما فشل الفريق في تحقيقه خلال مونديال 2006 بألمانيا رغم الكم الهائل من النجوم في صفوفه والأداء الجميل الذي قدموه. ويختلف المنتخب البرازيلي بقيادة دونجا عما كان عليه الفريق قبل أربع سنوات عندما ضمت صفوف الفريق أفضل اللاعبين في العالم في كل مركز. ولا يشهد المنتخب البرازيلي الحالي خططا ابتكارية أو هجومية تعتمد على الأسماء الجذابة مثل "الثنائي الشيطاني" المكون من روماريو وبيبيتو في مونديال 1994 و"ثلاثي الراء" المكون من رونالدو وريفالدو ورونالدينيو في مونديال 2002 أو "المربع الساحر" في مونديال 2006 الذي أخفق فيه الفريق. وتحت قيادة المدير الفني كارلوس دونجا الذي كان قائداً للمنتخب البرازيلي الفائز بلقب مونديال 1994، تلاشت مصطلحات "الكرة الجمالية" و"الموهبة الفردية" أمام شعار "الانضباط والولاء". ولم يترك المنتخب البرازيلي بشكله الجديد انطباعاً جيداً لدى عشاق كرة القدم، ومنهم أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور. وأعرب بيكنباور خلال كأس القارات 2009 بجنوب إفريقيا عن شكوكه في قوة المنتخب البرازيلي وخاصة في خط الهجوم.. وقال بيكنباور في تعليقه على أداء الفريق: "ليس كافياً أن تفوز بكأس العالم". كما فشل دونجا في ترك انطباع هائل لدى البرازيليين أنفسهم؛ نظرا لأنه لا يحظى بشهرة طاغية كما تخلى عن استدعاء نجوم وأبطال الماضي إلى صفوف الفريق في الوقت الحالي. ولكنه لم يعُرْ أي اهتمام إلى الانتقادات الموجهة إليه، وكان الرد عليها من خلال إحصائيات الفريق. ومنذ أن تولى دونجا تدريب المنتخب البرازيلي في عام 2006 ورغم عدم امتلاكه لأي خبرة تدريبية سابقة، قاد الفريق للفوز في 37 من 53 مباراة ومني بالهزيمة في خمس مباريات فحسب. وبلغت النسبة المئوية لعدد النقاط التي حصدها الفريق بقيادة دونجا 76.7% ليتفوق بذلك على مواطنه لويز فيليبي سكولاري (76.4%) الذي قاد المنتخب البرازيلي لإحراز لقب كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. كما بلغ متوسط عدد الأهداف التي سجلها الفريق تحت قيادة دونجا أكثر من هدفين في المباراة الواحدة وهو ما يثير الشكوك حول الانتقادات الموجهة لقوة هجوم الفريق. وعلى مدار السنوات الأربع التي قاد فيها المنتخب البرازيلي، أحرز الفريق لقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) عام 2007 إثر فوزه على منافسه العنيد منتخب الأرجنتين 3/ 0 في المباراة النهائية كما أحرز لقب بطولة كأس القارات عام 2009 بجنوب إفريقيا والتي فاز في دورها الأول على المنتخب الإيطالي بطل العالم 3/ 0. كما أنهى المنتخب البرازيلي بقيادة دونجا مسيرته في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2010 في صدارة جدول التصفيات.