المهم و الأهم ،هو إنتهاء أزمة الرهائن بالقاعدة البترولية «تقنتورين» بعين أمناس ، بأقل الخسائر البشرية ،فإنقاذ حياة 685 جزائري ،و107 أجانب أستعملتهم الجماعات الإرهابية كرهائن بقاعدة الحياة لإنتاج الغاز ،ليس بالعدد القليل ،الذي ما كان ،ربما ،لينجح في تحريره جيوش وقوات أخرى ،لكن الجيش الجزائري فعلها ولم يخيب ظن الجزائريين الذين أيدوه وساندوه وأيديهم على قلوبهم . العملية الناجحة لقوات الجيش الشعبي الوطني ، جعلت غالبية الدول الكبرى التي أنتقدت التدخل الجزائري لتحرير قاعدة الحياة وإنقاذ حياة الرهائن ،تتراجع عن قراراتها ،من الإنتفاذ و الإدانة إلى الإعتراف و المساندة ،وهو ماتم تسجيله في المواقف الأمريكية و البريطانية و الفرنسية ،بإستثناء الموقف الياباني الذي بدا نوعا ما متخنتا وغير متفهم . لقد خلصت آراء جميع الدول التي لها رعايا يعملون بقاعدة الحياة البترولية وكذا محللون وأهل رأي وإختصاص،إلى الإعتراف بأن الجزائر أنهت عملية القضاء على الجماعة الإرهابية ،بالطريقة الأقل ضررا والأكثر سلامة ،وإن كانت لوحدها تحارب ،فقد فعلت ذلك بنجاح ودقة وتحكم ،بما لا يدع مجالا للمشككين و المعاتبين و المتدخلين في شؤونها الداخلية التي تعنيها لوحدها كبلد مستقل يعرف كيف يدافع عن نفسه وكيانه وسلامة ترابه . كنا نتمنى لو إنتهت عملية تحرير الرهائن بدون سقوط ضحايا ،وخاصة الأجانب ،وهو ما كان من المستحيلات . ودول أمريكية و أوروبية تعرف ذلك جيدا لأنها تدخلت لإنهاء العديد من عمليات الإختطاف و الإحتجاز و الإقتتال و كانت الخسائر البشرية أكبر من كل التوقعات و التصورات للمرة الألف يقف العالم ،وقفة المعجب أمام قرار الدولة الجزائرية الذي لم يتراجع أو يتهاوى ،أمام جماعات إرهابية كانت تنوي إنهاء حياة جميع المختطفين من العمال وتفجير القاعدة البترولية التي هي أكبر قاعدة للغاز بالجزائر ، يشتغل بها أجانب ،تضخ أكثر من 250 مليون برميل يوميا ،وتشكل أكبر مصدر لقوت الجزائريين . نعترف أن الجزائر بعملية عين أمناس تسير بنفس العزيمة وأكدت مواقفها السابقة من قضايا الإرهاب ،وبينت للعالم أنها مصرة على محاربة هذه الظاهرة العابرة للأوطان ودافعت بذلك عن فكرتها بعدم التفاوض ولا دفع الفدية للإرهابيين . وحتى وإن خسرت بلادنا مبالغ بالعملة الصعبة وأرواح بشرية ،فإنها على النقيض من ذلك ربحت معركة هامة وإستراتيجية مع الجريمة المنظمة في إشارة إلى من يسمعها أنها باقية على عهدها وأنها قادرة على الدود عن حدودها لوحدها وهو ما يكون قد فهمه قادة العالم أجمع .