أهم ما ميّز تظاهرة الابواب المفتوحة على الدرك الوطني بولاية معسكر هي تلك الالتفاتة التي خصت بها قيادة مجموعة الدرك الوطني بمعسكر مختلف شرائح المجتمع من خلال تكريم ممثلين عن كل فئة اجتماعية أو مهنية فضلا عن متقاعدي سلك الدرك من مختلف الرتب، كما طالت هذه الالتفاتة ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم دركيون، استفادوا من كراسي متحركة كانوا في أمس الحاجة إليها كما نال التكريم ثلاث تلميذات حصلن على المراتب الأولى في امتحان شهادة نهاية التعليم الابتدائي بالولاية. المكرمون استلموا هدايا رمزية خلال حفل جرى أول أمس بدار الثقافة أبي راس الناصري في حضور السلطات الولائية المدنية، القضائية، والعسكرية الى جانب المنتخبين وممثلي المجتمع المدني، وهو الحفل الذي افتتحه الرائد عليوط بكلمة ترحيبية اعتبر فيها هذه التظاهرة التي تدوم ثلاثة أيام بمثابة عيد لسلك الدرك الوطني داعيا الدركيين بمختلف رتبهم الى بذل المزيد من الجهود لتشريف مؤسستهم التي حققت تطورا نوعيا خلال السنوات الاخيرة - كما اضاف - لاسيما من حيث تسيير وتأهيل الموارد البشرية واستعمال أحدث التقنيات والأنظمة المعلوماتية المتطورة في محاربة الجريمة والوقاية منها مؤكدا في ذات السياق على سعي الدرك الوطني إلى تكثيف العمل الجواري أكثر خدمة للوطن والمواطن. وقبل أن يعلن عن افتتاح تظاهرة الابواب المفتوحة، حرص السيد العر بي مرزوق والي ولاية معسكر على التذكير بما قدمه الدرك الوطني من تضحيات في مرحلة سابقة الى جانب أسلاك الامن الاخرى والمقاومين مما سمح للبلاد من تجاوز هذه الحقبة الصعبة، وحرص والي الولاية بالمناسبة على التنويه بالمخطط الخماسي الثاني الذي رصدت له الدولة 286 مليار دولار، مشيرا الى نصيب ولاية معسكر منه والمقدر ب139.66 مليار دينار، داعيا الجميع الى التشمير عن سواعد العمل لتجسيده تحت حماية وحراسة الدرك الوطني الذي نوه بمجهوداتهم لاسيما في محاربة الظواهر السلبية كحفر الآبار بدون رخصة والبناء الفوضوي. وبساحة مصطفى بن تهامي قبالة دار الثقافة وتحت أنظار جمع غفير من المواطنين، أظهر عناصر الدرك الوطني من خلال مناورات عملية، نماذج من تدخلاتهم في محاربة الجريمة والقبض على المتورطين فيها وفي استعمال الكلب البوليسي في نشاطهم، وكذا في حماية الشخصيات، فضلا عن استعراضات قتالية مختلفة تجاوب معها المواطنون بالتصفيق وبعض النسوة بالزغاريد. من جهة أخرى استقطبت ورشات الابواب المفتوحة المقامة بدار الثقافة الكثير من المواطنين ولاسيما الشباب منهم ممن لهم ميول للانخراط في سلك الدرك الوطني حيث انصبت استفساراتهم عن كيفية الالتحاق بهذه المؤسسة والشروط المطلوبة لذلك، علما أنها استفسارات وجدت من يجيب عنها شفويا أو عن طريق مطويات وزعت على الزوار وتضمنت معلومات مختصرة تعرف بالسلك منذ نشأته عام 1962 وبمهامه المختلفة قضائيا اداريا وعسكريا. وقد كشفت هذه الورشات مدى التطور الذي حققه سلك الدرك الوطني لاسيما من حيث استخدام أنظمة الاتصال المتطورة لما لها من أهمية في إيصال المعلومات في حينها، مما يسمح باتخاذ القرارات الناجعة في محاربة الاجرام والوقاية منه كما عرضت مختلف الأجنحة بهذه الورشات معطيات رقمية وبيانات إحصائية حول نشاط وحدات مجموعة الدرك الوطني بولاية معسكر خلال السنوات الثلاث الماضية، وهي حصيلة تبرز في عمومها مدى تراجع النشاط الإجرامي في المنطقة.