سقط القناع عن المزورين ... وتمكنت أجهزة الأمن المختصة من تحييد عصابة " تدراح " شهادات الباكالوريا بوهران , التحقيقات القضائية الأولية أظهرت أن عدد المشتبه بهم كبير و يفوق ال 100 متورط , وأن الرقم مرشح للارتفاع مع مرور الأيام , في حالة ما إذا اكتشف المحققون الأمنيون خيوطا جديدة ورؤوسا أخرى لهذه الفضيحة التي هزت مؤخرا جامعة السانيا بوهران , ولا جرم أن مثل هذه القضايا اللاقانونية من شأنها التأثير على جهود الإصلاحات التي باشرتها الوزارة الوصية التي تسعى إلى تحسين مستوى التحصيل البيداغوجي والأكاديمي للطلبة عبر مختلف المعاهد والمراكز الجامعية بالجزائر , والغريب في الأمر أن هذه الشبكة لم تقم فقط بتزوير شهادات الباك للتلاميذ الراسبين في الامتحانات , بل ذهبت إلى أبعد من ذلك , عندما تجرأت على تضخيم كشوف النقاط للطلبة الناجحين في مسابقة الباكالوريا , مما مكن البعض من هؤلاء " المحظوظين " بالمعنى السلبي غير الحقيقي طبعا , من اختيار شعب علمية لا يحق لهم الاستفادة منها بالمعدلات الأصلية والأولى التي تحصلوا عليها في الامتحان المذكور آنفا , و لكن للأسف فإن " عصابة تزوير العقول و القيام بكل ماهو لامعقول " , لم تر أي حرج في فبركة و تزوير شهادات الباكالوريا في مخابر الفساد اللاأخلاقية و غير العلمية , فعن أي علم و معرفة يتحدثون ؟ , ألا يستحون مما كانوا يفعلون ؟ وهل يدرك هؤلاء " الشيوخة " والعباقرة " في ال " طرافيك " الذي فاق ذكاؤهم العالم الألماني الشهير أينشتاين , بأن فعلتهم الشنيعة هذه ستعّد لنا " جامعة سيئة الأعراق " , و ستنشئ لنا جيلا خاوي الفكر أجوف البديهة , ولكن يبدو أن رائحة المال والنقود من صنف ورقتي " الطورو " و"الأورو" دوّخت و خدّرت عقول هذه الجماعة " الملتوية " التي يفترض أن تكون في الأصل مثالا في النزاهة والتعفف من هذه السلوكات غير القانونية المحظورة, فهذه العقلية ال " طايوانية " في منح الشهادات الرسمية , كشفت عن وجود خلل في نظام التسجيلات الأولية الجامعية , حيث أبرزت التحقيقات القضائية عن اكتشاف بعض الثغرات و الثلمات التي ينبغي على القائمين على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي إعادة النظر فيها كلية , حتى لا تتكرر مستقبلا مثل هذه التصرفات " المافياوية " و"الميكيافيلية" , إذ كيف يمكن أن نفسر مثلا , حصول طالبة و قعت في شراك الأمن عقب تفجير المصالح القضائية المختصة لفضيحة تزوير الباكالوريا , على شهادة ليسانس بوثيقة جامعية مزورة , بل وحتى و فتحها لمكتب محاماة بوهران ؟ و كأنها سهرت الليالي و اجتهدت طيلة السنوات الخوالي , مع أنها في الأصل طالبة راسبة وغير موفّقة في دراستها , سواء لما كانت في الفصل الثانوي أو حتى الجامعي !؟ ... ينبغي الآن , وبعد هذه المهزلة التي ضربت مؤخرا أسوار الحرم الجامعي بوهران التفكير و بروية , في صيغ جديدة وحديثة من شأنها درء المفاسد و تجنب حدوث مثل هذه " الهزات التزويرية الارتدادية " الشديدة المفعول على طريقة و آلية التسجيلات الجامعية عندنا , لأننا هنا بصدد تكوين جيل صالح و متنوّر من المفكرين و الأدباء و المثقفين الأخيار , و لسنا في " مدرسة المشاغبين " على طريقة شاهد ماشافشي حاجة ... أو كما يقول بعض المتفيقهين " المهم رانا لاباس "... ووصلنا هذه السنة إلى تخريج " الآلاف المؤلفة " واللامتناهية من الطلبة الجامعيين، كماهو حاصل عندنا هذه الأيام , ومع كل نهاية موسم جامعي ... يا سادة هذه أمانة ورسالة في أعناقكم، فرجاء اعتنوا بهذا الخلف و لا تتركوه يحيد عن وصيّة الأجداد الصالحين و السلف ...