أبرز مشاركون في ملتقى علمي حول "الماء والثقافة بالمناطق الصحراوية" الذي انطلقت أشغاله يوم الإثنين بأدرار أهمية ترشيد استغلال الثروات المائية الجوفية التي تزخر بها المناطق الصحراوية وأكد خبراء وباحثون على ضرورة العناية بمسألة ترشيد و عقلنة استغلال الموارد المائية الجوفية المتوفرة بالمناطق الصحراوية من خلال استغلالها بطرق متطورة بما يسمح بالمحافظة على هذه الثروة الطبيعية لضمان تنمية مستدامة بهذه المناطق. وفي هذا الصدد أكد المدير العام للوكالة الوطنية للموارد المائية على الأهمية التي تكتسيها الطبقة المائية الألبية التي تتقاسمها كل من دول الجزائر و تونس وليبيا على مساحة واحد (1 ) مليون كلم مربع والتي تتوفر على خزان هائل من المياه الجوفية الباطنية قوامها 40 ألف مليار متر مكعب. وأشار السيد رشيد طيبي أن الإستغلال المتزايد سنويا لهذه الموارد المائية أدى إلى "تفكير هذه الدول في إيجاد طرق لترشيد و عقلنة هذا الإستغلال من خلال عقد اتفاقيات تعاون و تنسيق في تسيير هذه المياه على غرار الإتفاقية التي أفضت إلى إنشاء مرصد الصحراء و الساحل للتسيير المشترك و المستدام لهذا العنصر الحيوي الهام". وأضاف ذات المسؤول أن هيئته باشرت خلال السنوات الأخيرة عملية هامة لجرد شبكة الفقاقير المتواجدة بالجنوب الجزائري حيث أحصت 1.477 فقارة منها 766 فقارة جافة و المتبقية توجد حيز الإستغلال. ومن جهته أجرى السيد حروز عمر من جامعة بوردو (فرنسا) مقارنة بين منطقة أدرار بجنوب الجزائر و مقاطعة لاجيروند (غرب فرنسا) و اللتين تشتركان معا في مسألة استغلال المياه الجوفية التي تعد المصدر الوحيد لهذا العنصر الحيوي. واستعرض في هذا الجانب دراسة أعدت بمقاطعة لاجيروند الفرنسية تهدف إلى تخفيض استغلال هذه المياه بنسبة 30 بالمائة سنويا مشيرا إلى أن "مسؤولي المقاطعة إنتهجوا سياسات فعالة لجلب مشاريع في اقتصاد المياه ". وبالمناسبة أكد المتدخل على ضرورة تحديث وسائل استغلال مياه الفقاقير التي تشتهر بها ولاية أدرار باعتبارها موروثا اقتصاديا و حضاريا. ويهدف هذا اللقاء العلمي الذي تحتضنه الجامعة الإفريقية العقيد أحمد دراية بأدرار الذي ينشطه باحثين و خبراء من داخل الوطن و خارجه إلى التحسيس بأهمية التسيير العقلاني للمياه الجوفية بالمناطق الصحراوية و تطوير استغلالها بطرق حديثة من خلال استعراض خبرة الدول التي قطعت شوطا كبيرا في هذا الجانب كما ذكر المدير العام لوكالة الحوض الهيدروغرافي "الصحراء" السيد خضراوي عبد الرزاق. وتتواصل أشغال هذا الملتقى على مدار أربعة أيام حيث يتطرق فيها المشاركون إلى عدة مواضيع متعلقة ب"أنظمة المعلومات الجغرافية و دورها في المتابعة و ترشيد استغلال المياه الجوفية للفقاقير" و "نظام الري بالوسط الصحراوي بين الثقافة الزراعية و الخصوصية الإيكولوجية" و" كيفية جعل الصحراء مصدر متجدد للحياة" حسب المنظمين.