تزامن تواجدنا بولاية البيض الشهر الماضي لإجراء تحقيق عن معالمها الأثرية ومعاركها التاريخية مع وفاة المجاهد الكبير معمر برزوڤ بن محمد المدعو الرڤيبي وحضرت الجمهورية إلى ذكرى مرور أسبوع على رحيله وإلتقيت ببيته بالعديد من المجاهدين من أبناء المنطقة من رفقاء السلاح وحتى من مختلف مناطق الوطن من شماله وجنوبه ومن شرقه وغربه جاؤوا لأداء واجب التعزية والترحّم على الفقيد ومواساة أهله وأبنائه، وعلمنا من أحمد الإبن البكر للرڤيبي بأنه لازم والده منذ أكثر من عقدين من الزمن وكان يقوم برعايته والتنقل معه عبر مختلف مستشفيات الوطن خاصة في السنوات الأخيرة من عمره وأن جنازته حضرتها حشود كبيرة من المواطنين تعد بعشرات الآلاف تتقدمهم شخصيات ثورية وسياسية ورفقاء الدرب وأن فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أرسل ببرقية تعزية للعائلة. المرحوم الحاج الرڤيبي من مواليد 1934 ببريزينة توفي عن عمر يناهز 66 سنة بعد مرض عضال ألزمه افراش لمدة 3 سنوات تقريبا متزوج وأب لعشرة أبناء عضو بالمنظمة الوطنية للمجاهدين يقطن بمدينة الأبيض سيدي الشيخ، إلتحق بجيش التحرير الوطني في 5/11/1956 وعمره 22 سنة عمل بالناحية الأولى المنطقة الثالثة للولاية الخامسة. شارك في العديد من المعارك منها معركة بوعلام في جانفي 1957 ومعركة الحجرة الطايحة ببونقطة ومعركة محجوبة سنة 1957 وكمين بريزينة في قصر خلاف والهجوم على بوعلام وبريزينة. ألقي عليه القبض في سنة 1959 على الساعة 2 زوالا لما كان في مهمة محافظ سياسي ما بين البنود والفطيمة وتعرض إلى التعذيب أثناء تنقله مع القافلة العسكرية ولكنه تمكن من الفرار ليلا بعد فقط ثماني ساعات من إلقاء القبض عليه ومن النشاطات السياسية في هياكل الدولة أنه قاد المنطقة بعد وقف إطلاق النار وذهاب قائد المنطقة إلى المغرب وكذلك عضو محافظة بشار لجبهة التحرير الوطني، أمين ولائي للمجاهدين ببشار من 1963 إلى 1970، رئيس المجلس الشعبي البلدي للأبيض سيدي الشيخ في فترتين الأولى ما بين 1971 و1984 والثانية ما بين 1990 إلى 1997، رئيس لجنة الإعتراف من 1992 إلى 1996 عضو بالمجلس الشعبي الوطني من سنة 1997 إلى غاية 2002. عرف المرحوم بتواضعه وخدمته للآخرين وحبه لفعل الخير، وألقى الحاج الجيلالي قنيبر عضو بالمجلس الشعبي الوطني والمجاهد المعروف بالمنطقة كلمة مطولة أشاد فيها بخصال المرحوم خلال الوقفة التأبينية التي جرت بمنزل الفقيد أسبوع بعد رحيله إلى الدار الآخرة والتي حضرتها جماهير غفيرة كما ذكرنا سابقا. رحم الله الحاج الرڤيبي المجاهد وكل شهداء الوطن.