اشتهر سكان ولاية أدرار,منذ تاريخهم المبكر بالنشاط الحرفي والصناعات اليدوية داخل المنازل والمحلات ومن بين هذه الحرف,صناعة الفخار الأسود الذي يصنع بكامل ولاية أدرار عامة,ومنطقة تمنطيط خاصة,حيث تتم صناعة هذا النوع من الصناعات اليدوية حسب الطريقة التالية,بعد ذلك بقايا الأواني الطينية بطريقة يدوية ,ترحى في الرحى التقليدية شيئا فشيئا وبعناية كبيرة إلى غاية تحويلها إلى غبرة دقيقة صافية خلية من كل الشوائب. تضاف هذه الغبرة إلى الطين الجديد حتى تضمن تماسكه عند الطهي. يعجن الطين جيدا مع الغبرة، فتصبح العجينة جاهزة للاستعمال عندها تبدأ مرحلة أخرى من مراحل هذه الصناعة فبعدها تسلم العجينة جاهزة للتشكيل والاستعمال يقوم الحرفي بحلها على صفيحة مستوية بوسائله البسيطة ثم يعطيها مشكل القطعة المراد طبعها قبل أن يضعها في قالب خاص تسوى العجينة جيدا داخل القالب حتى تشمل كل الجزء المجوف ثم تحكم وجوانبها تكرر العملية نفسها في الجانب الثاني. يلصق الجانبان بإحكام وتوازن تام ويتركان لمدة ست ساعات حتى تجف القطعة. بعد أن تجهز القطعة وتنزع من القالب تملس وتزال منها كل المناطق الخشنة بواسطة أدوات بسيطة وتقليدية حتى تصبح ناعمة الملمس ومستوية السطح وتكون بدلك قد انتهت عملية الصنع. وبعد الحصول على عدة قطع مختلفة الأشكال يشرع في عملية التزيين المرتكزة أساسا على الصباغة باللون الأسود الذي إتخدت منه هذه الصناعة تسميتها وشهرته وميزتها أيضا عن غيرها من الفخار. حيث جعلها تبدو كأنها من معدن طبيعي خالص وأضفى عليها رونقا وجمالا وبهاء خاصا. لاتقتصر صناعة الفخار الأسود في تمنطيط على أواني الأكل و الشرب والطبخ فقط بل تشمل أيضا أدوات الزخرفة المنزلية والأدوات التذكارية المخصصة للزينة والديكور التي تلقى إقبالا كبيرا، خاصة من طرف السياح تعرف هده الصناعة رواجا كبيرا داخل البلاد وخارجها وقد داع صيتها خارج الحدود نظرا لبراعة إنجازها وسحر منظرها. شاركت هده المنتوجات الفنية في عدة معارض في الجزائر وفي دول أخرى أيضا ونالت إعجاب وتقدير الجميع. فهي رمز حقيقي لأصالة وعراقة المنطقة، وانعكاس جميل للقدرة الإبداعية والفنية للحرفي الأدراري. الفضة،..الزخرفة الباقية كما يمارس حرفيو منطقة تمنطيط، صياغة الحلي من الذهب والفضة، خاصة تلك التي تلبسها العروس ليلة زفافها، نذكر منها الأساور المختلفة والخلاخل المنقوشة والعقود المختلفة الاشكال والتسميات بالاضافة إلى الأقراط أو ما يعرف محليا بالاخراز ولكل قطعة تسمية خاصة ورمزها معين لدى سكان المنطقة. الحلي بولاية أدرار،عبارة عن وسيلة اتصال رمزية متعارف عليه بين الاهالي،قبل ان تكون أدوات مخصصة لزينة ورغم التشابه الموجود بين الحلي التارڤية إلا أن لكل منطقة رموزها ورتوشاتها الخاصة التي تظهر جلية في عيون كل متخصص وشهدت هذه الحرفة ترجعا ملحوظ خلال السنوات الزخيرة،بسبب إرتفاع أسعار معادن الذهب والفضة. ويستخدم من الأدراريون الأخشاب التي يحصلون عليها من أشجار البلبال والطلحة الموجودة بمجاري الأودية ومن النخيل غي المثمر،في تحضير الفحم النباتي لاستعماله في أغراض الأشغال والتدفئة. وتوجد مراكز هذه الصناعة في أولاد سعيد وحيحة وشروين بمنطقة قورارة،وبودة وتسفاوت بمنطقة تواته، فضلا عن مراكز تيمياوين وبرج باجي مختار بأقصى جنوب الولاية على الحدود الجزائرية المالية. تينركوك،..العصور الخالدة كما تمكن الأدراريون من استخراج الجير والجبس وملح الطعام ولازالت بعض مناجم الجبس والجير تقع بالغرب من منطقة تيميمون أما ملح البارود فيستخرج من بعض الاماكن بمنطقة السبع كما يستخرج ملح الطعام من السباخ خاصة من سبخة قورارة الواقعة شمال الولاية وتمثل صناعة غزل ونسيج الصوف المكانة الأولى عند حرفيي ولاية ادرار الذين اظهروا براعة في عمل الأبسطة والأغطية والملابس كالبرانيس والكسى . وتشتهر مقاطعة تينركوك في صناعة الألبسة المنتوجات تضع بقصور تينركوك ولا سيما قصور فاتيس وتبلكوزة وعين حمو وتعنطاس وزاوية الدباغ ويمتاز دكالي تنركوك بالعناية والدوق الرفيع بألوانه المتناسقة مما اكسبه شهرة واسعة داخل وخارج الوطن أما دكالي تميمون يختلف عن دكالي تنيركوك في طريقة توزيع الألوان ويضع بقصر زاوية سيدي الحاج بلقاسم وبني مهلال والواجدة وما بين كما يصنع دكالي منطقة توات بقصور تميمون وبودة ومراقن وتمنطيط وبوقادي ورغم نجاح صناعة النسيج بالولاية فان بعض الصعوبات تواجه هذه الصناعة ويأتي على رأس هذه الصعوبات قلة المواد الخام من الصوف ويعود ذلك إلى قلة أعداد الحيوانات التي تربي بالإقليم زيادة على رداءة صوفها ولذلك يلجا الحرفيون إلى جلب زجلت جزات الصوف من ولايات الشمال لسد هذا النقص مما يتطلب تكاليف إضافية للحرفي الذي يعجز عن تحملها في كثير من الأحيان كما يشتغل بعض الحرفيين يعمل القفف والسلال والحصر والمكانس والحبال من ورق وجدور النخيل وقد اشتهر إقليم بقفته الأنيقة والجميلة حتى لقد كانت تدخل تجارة المبادلات بأسواق الإقليم ويتخصص بعض العمال التواتيين في ممارسة الكثير من الحرف والصناعات التقليدية منهم صناع الأمشاط والكولين والصناعات الجلدية وتعتبر هذه الأخيرة إحدى الحرف التقليدية الممارسة في ولاية أدرار خاصة بمنطقة اولف بإقليم تديكلت وتتركز هذه الصناعة أساسا على انتاج النعل أو الصراديد بطريقة تقليدية محظة من البداية إلى النهاية تتم العملية بطريقة يدوية محكمة وهو ما يتطلب الكثير من التركيز والصبر بفضل الجلد ثم يعطي الشكل والقياس المراد انجازه ثم يزخرف بشكل داكن أو بألوان مختلفة حسب الرغبة والدوق وتخرط كل قطعة لوحدها ثم تلصق هذه القطع وتضاف اليها الركيزة والسراج الذي يلصق بالغراء وتخاط باليد بهذه المراحل يكون النعل جاهز للاستعمال تتخذ النعال الوانا وأشكالا مختلفة تحمل أحيانا دوق منجزها وأحيانا أخرى طبيعة البيئة وألوانها فهي ذات الوان حارة أو تحمل رموز بألوان حارة من خلال هذه النعال وهويتها يمكن دراسة المجتمع الادراري فيتزود كثيرا بمعلومات عن قيامه وطقوس افراده إذ تعد مؤشرات المجتمع وذاكرة التاريخ اجداده بلاضافة إلى النعال تشمل صناعة الجلود أيضا المحافظ والسروج والصناديق المتعددة الإستعمال والمختلفة الأحجام والأشكال وعليه الإحتفاظ بالحلي وأشكال اخرى فتية تحمل الكثير من الدوق الفني والدقة الموجودة مما جعلها تستقصي كل الأنظار وتجد اهتمام وإعجاب الجميع . المرأة الادرارية أصالة وإبداع المرأة الادرارية بدورها لها قدراتها الإبداعية والفنية ولها لمساتها الساحرة المؤثرة في فن الطبخ التقليدي الذي يعتبر صفحة اخرى من صفحات اصالة تراث أدرار ومن أشهر الأطباق التقليدية بالمنطقة مايعرف محليا بخبز القلة حيث تقوم المرأة أولا باتقاد النار في ورق النخيل اليابس داخل القل (الجرة) وتدعها تسخن في انتظار ذلك تشرع المرأة في تحضير العجينة من سميد القمح والماء وعندما تبلغ القلة درجة حرارة عالية تصبح جاهزة لاستقبال العجين تبدآ بوضعها بطريقة مستوية دائرية وسريعة فتشكل طبقة رقيقة بسمك واحد . تترك هذه الطبقة حتى تصبح ناضجة وردية اللون وسهلة الرفع . تكرر العملية إلى غاية انهاء كل العجينة المحضرة .وعندما يصبح الخبز ناضجا يجهز له مرق خاص يسقى به ويكون بذلك طبق خبز القلة جاهزا للتقديم لكل الزوار والأحبة. الحرفيون بولاية أدرار يجتهدون للعمل في الحرف والصناعات التقليدية إنها الصناعة التي توارثها منذ سنين ويودون الحفاظ عليها . خاصة وأن أغلب الحرفيين بالولاية متحصلون على شهادات مشاركة في المعارض على المستوى المحلي والوطني وحتى الدولي كما تتطلع هذه الشريحة إلى استغلال الفرص المتاحة لها كالقروض لإنشاء مؤسسات مصغرة من شأنها رفع مستواهم المعيشي . مشاريع في الأفق قطاع الصناعات التقليدية بولاية أدرار خلال السنوات القليلة الماضية تدعم باستلام عدد من المشاريع الموجهة للحرفيين ،حيث أوضح مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية في هذا الصدد بأن ثمانية (8) مشاريع ثم استلامها خلال السنة الماضية بعد أن انتهت أشغال بمعظمها من بينها استلام المركز التجاري الذي اقيم في وسط مدينة ادرار والذي يضم ثلاثين (30)محلا لبيع مختلف المنتوجات التقليدية التي تزخر بها المنطقة حيث يحتوي هذا المركز على كل مرافق الضرورية كما تم انجاز مشروع أخر مكملا لهذا المركز متمثلا بمركز الصناعة التقليدية الموجه للحرفيين التقليديين حيث ينتظر أن يكون هذا المكان فضاء للإبداعات امل تراث في مجال النسيج والخياطة التقليدية، والحلي والفخار وبعض النشاطات الاخرى التي تزخر بها المنطقة ليتم عرضها في مركز التجاري المجاور له.كما انتهت الاشغال بمركزين اخرين لصناعة التقليدية ببلديتي اوقروت وتسابيت علما ان التكلفة الاجمالية لهده المشاريع الثلاثة بلغت أربعين (40) مليون دينار جزائري وبهذا سيصبح عدد المراكز المخصصة للصناعة التقليدية أحد عشر (11) مركزا بعد ان استلمت الولاية المشاريع كل من بلديات تميمون ورقان وشروين وتمنطيط وتينركوك وأولف وبرج باجي مختار وتيمياوين وهو من شأنه أن يعطي دفعة قوية لهدا النوع من الصناعات فضلا على مساهمته في امتصاص البطالة في الولاية ومن شان هده الهيئة حسب ما ذهب اليه مدير القطاع بالولاية ان يتيح مجالا أكبر للمنافسة الهادفة الى تطوير وتحسين نوعية المنتوج والبحث المستمر عن الجودة لدخول السوق الوطنية اولا ثم البحث عن موقع في المحافل الدولية وقصد الاخد بيد المبتدئين وأصحاب المشاريع الجديدة يوجد في طور الانجاز مركز "تسهيل" شخص مهامه وفق ذات المصدر في توجيه اصحاب المشاريع الجدية وتسهيل عميلة اندماجه في الحياة العملية بمتابعة مختلف الخطوات التي تتطلبها العملية وتقديم لهم الدعم والمساعدة اللازمين الة غاية تجسيد مشاريعهم والانطلاق في عملية الإنتاج علما ان المشروع كلف ماقيمته خمسة عشر (15) مليون دينار جزائري اما المشروع الاخير فهو عبارة عن مشتله المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لم تنتهي بعد الاشغال به بتكلفة عشرة (10) ملايين دينار جزائري وسيكون الدعم والتوجيه الذي توفره المصالح التقنية المشتركة لهده المشتلة التي تتوفر على الخدمات معلوماتية هامة كالانترنت والإعلام الآلي.