إننا في زمن القيل والقال وكثرة السؤال وقد مس المرض أفئدة بعض أهل «الأقلام» وألسنة بعض أصحاب الهف والزف وخالف تعرف ورغم أن الله سبحانه وتعالى أقسم بالقلم فإن «طويل اللسان» شوه هذه الوسيلة (المقدسة) ولذلك أدرجت تلك العناصر بطريقة أو بأخرى في مسار الأوصاف التالية المسجلة في الكتاب السماوي الخالد قال العلي القدير «ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم حلاف كثير الحلف (هماز) كثير العيب والاغتياب للناس (عتل) فاحش لئيم (مشاء بنميم) بالوشاية والفاسد بين الناس (زنيم) شرير هناك «الهاتف النقال» الأداة التكنولوجية وهناك التافه النقال العنصر البشري السوس المدسوس المدمر للعلاقات في كل المواقع والفاسد المفسد في كل المواقف والهماز العتل الزنيم. يتواجد في شتى المؤسسات الخاصة والعامة وفي كل المواقع بلا قيود ولا حدود. وصدق من قال بلسانه وكتب بقلمه ما يلي : «.. في الكلمة سرّ عظمتك وحقارتك وسرّ هنائك وشقائك إذا أنت إمتهنتها إمتهنتك وإذا أنت قدستها قدستك وأنت تمتهنها كلما قلت أو كتبت غير ما تضمر أو عكس ما تضمر وكلما إتخذتها وسيلة لنيل مآرب لا تشرف ناسوتك» حقا يحدث كل ذلك والميدان أحسن برهان لكل شاهد عيان ... ثم ما قيمة العنصر الذي يسعى لكشف أسرار الآخرين وأسرار الأخريات قصد التشويه والإطاحة بالسمعة وفق شعار لفق وفرق والغاية تبرر الوسيلة ويا ترى ما قيمة عنصر بلا (كلمة صادقة) ولا (موقف ثابت) ؟! وما يقال عن الذكر يقال عن الأنتى ونذكر بأن ليس كل ذكر رجل ولا كل أنثى امرأة وفي فضاءات العديد من المؤسسات تسود ثلاثية «وافق أو نافق أو فارق» فمتى تتعدّل الصور المقلوبة ..؟ ومتى يتوقف التافه النقال عن (القيل والقال)؟!