المتتبع لمشوار مولودية وهران هذا الموسم يجزم على أن هذا الفريق أصبح مريضا ويعاني من عدة مشاكل جعلته دائما يصارع من أجل البقاء ولم يستوعب دروس المواسم الماضية خاصة موسم السقوط التاريخي للحمراوة منذ موسمين والذي ظن الجميع بعده أن الفريق سيعود بقوة ويستخلص العبر من السنوات الصعبة التي مرّ بها خاصة منذ بداية الألفية الثالثة والتي تعتبر كارثية في مشوار هذا النادي العريق الذي شهد عشرية سوداء لم يتخلص منها رغم أن دفع الثمن غاليا عندما نزل لأول مرة منذ إنتهائه سنة 1946 إلى القسم الثاني الذي بقي فيه لموسم واحد فقط لكنه كاد هذا الموسم أن يفعلها للمرة الثانية بسبب السياسة العرجاء التي إتبعتها إدارة الرئيس قاسم ليمام الذي قام بعدة أخطاء كلفته غاليا في مرحلة الإياب خاصة الجولات العشر الأخيرة التي تراجع فيها مستوى التشكيلة بشكل مذهل وأصبحت تصارع من أجل ضمان البقاء التي حققته في آخر جولة من عمر هذه المنافسة وهو ما يؤكد الصعوبة التي وجدها الحمراوة في بطولة القسم الوطني الأول هذا الموسم وعدم تأقلمه مع ريتم المنافسة في شطرها الثان أي في مرحلة الإياب التي حصد من خلالها عدة نتائج سلبية جعلت التشكيلة تتراجع في الترتيب العام للمسابقة حيث عجزت عن الوصول لمبتغى الفريق في وقت مبكر وإنتظر الجميع حتى الرمق الأخير من عمر البطولة ولحسن الحظ إحترم فريق مولودية باتنة قوانين اللعبة ولعب بنزاهة أمام جاره شباب باتنة الذي نزل معه إلى القسم الثاني رغم أن الأول كان قد نزل من قبل إلى هذه المسابقة. وقد كانت البداية موفقة لزملاء القائد قادة كشاملي حيث دخل بقوة في المنافسة وحقق نتائج جد إيجابية جعلته يحتل الصف الأول في إحدى الجولات كما أنه بقي في الصف الثاني لعدة جولات بعد أن حقق إنتصارات عديدة، وكان قد إستفاد من إستقباله لمنافسيه في عدة جولات من هذه المسابقة على غرار لعبه لثلاث لقاءات متتالية داخل الديار، ثم مبارتين متتاليتين بزبانة ورغم ذلك لم يفوت الفرصة على نفسه وفاز بجل المباريات داخل قواعده حيث لم ينهزم سوى في مباراة واحدة أمام إتحاد عنابة وتعادل أمام وفاق سطيف في مباراة متأخرة، وقد إنقلبت الأمور رأسا على عقب في مرحلة العودة عندما تحول الحمراوة من فريق يلعب على إحتلال المراتب الأولى إلى فريق يصارع من أجل البقاء، ويرجع ذلك لعدة عوامل أبرزها عدم تسديد مستحقات اللاعبين في الوقت المحدد وهو ما دفع ببعض العناصر التي لها وزن ثقيل بمغادرة التشكيلة ومقاطعة الفريق إحتجاجا على هذه الوضعية على غرار داود بوعبد اللّه، الحارس العملاق هشام مزايير، لاعب الوسط مزوار وقبلهما المدافع سيراط عيسى، كما تأثرت العناصر التي بقيت في الفريق بعدم حصولها على أموالها وهي الأسباب المباشرة وراء تراجع مستوى المولودية ويضاف إليها عامل اللا إستقرار في الطاقم الفني حيث ورغم العمل الكبير الذي كان يقوم به الحاج منصور سعيد إلا أن الإدارة تخلت عن خدماته لأسباب غير مقنعة لتتأسف بعد ذك عن رحيله ثم يأتي معطى اللّه الذي لم يعمر طويلا ويختم بلعطوي الموسم. وعلى كل حال يبقى على محبي هذا النادي من أنصار، مسيرين ولاعبين قدامى الإلتفاف حول المولودية وعدم الوقوع في نفس الأخطاء السابقة بتكوين فريق قوي يضم أسماء جيدة بإمكانها الدفاع عن ألوان الحمراوة وتوفير السيولة المالية المطلوبة واستغلال الإحتراف للعودة إلى الطريق الصحيح.